كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن قادة حركة حماس، الذين استهدفوا مؤخرا في محاولة اغتيال بالعاصمة القطرية الدوحة، باتوا يقيمون الآن داخل مجمع قطري يخضع لإجراءات تأمين مشددة، ووفق التقرير، يعيش هؤلاء القادة في عزلة تامة، بلا هواتف أو أي أجهزة اتصال، وممنوع عليهم التحدث مع أي شخص خارج المجمع.
وفي السياق ذاته، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريحات على منصة X الليلة الماضية، إلى أن إسرائيل لن تتراجع عن هدفها المتمثل في القضاء على قيادة حماس "أينما اختبأوا". وكتب بالإنجليزية:
"إنهم لا يكترثون لشعب غزة. لقد عرقلوا جميع محاولات وقف إطلاق النار لإطالة أمد الحرب إلى أجل غير مسمى. التخلص منهم سيزيل العقبة الرئيسية أمام تحرير الرهائن وإنهاء الحرب".
هذا التصعيد في الخطاب الإسرائيلي، مقرونا بالتقارير العبرية حول تشديد العزلة على قادة حماس، يعكس إصرار حكومة نتنياهو على إبقاء ملف الحركة في صدارة أولوياتها الاستراتيجية، فبينما يواصل الجيش عملياته في غزة، يبدو أن تل أبيب تسعى في الوقت نفسه إلى توجيه رسائل سياسية وأمنية مزدوجة: أولاً، إلى الداخل الإسرائيلي بأنها ماضية في "إزالة العقبات" أمام إنهاء الحرب؛ وثانيا، إلى الوسطاء الدوليين بأنها لن تتراجع عن هدفها المعلن بتصفية القيادة، حتى وإن استدعى ذلك توسيع رقعة المواجهة إلى خارج حدود القطاع.
غير أن فرض هذه العزلة الصارمة يطرح تساؤلات حول قدرة الترتيبات الأمنية القطرية على الصمود أمام الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، ويكشف حجم المخاطر المحيطة بقيادات الحركة، سواء من محاولات الاغتيال المباشرة أو من الحرب النفسية والإعلامية التي تسعى لتقويض موقفهم التفاوضي.
في المحصلة، تبقى الأنظار مشدودة إلى ما إذا كانت هذه التطورات ستفتح الباب أمام تصعيد جديد يمتد إلى الساحة القطرية، أم أنها ستظل ورقة ضغط تفاوضية في يد تل أبيب، وبين لغة التهديدات الإسرائيلية والتحركات الدبلوماسية الإقليمية، يبقى مستقبل قيادة حماس في الدوحة معلقا، فيما تترقب المنطقة بأكملها انعكاسات هذه المواجهة المفتوحة على مسار الحرب وأفق التهدئة.