أعلن مجموعة من طلاب الجامعات الايرانية في رسالة إلى شباب الدول العربية استعدادهم لنقل تجاربهم الهندسية والعلمية لمساعدة الدول العربية في الكفاح ضد الكيان الصهيوني.
وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان مجموعة من طلاب الجامعات الايرانية وفي رسالة إلى شباب الدول العربية اشاروا إلى هجوم الكيان الصهيوني على أراضي دولة قطر مع التعبير بأنه لا يوجد حل سوى المقاومة والكفاح ضد هذا النظام المجرم، مؤكدين: نحن مستعدون لمشاركة تجاربنا الهندسية والعلمية بدون أي توقع مع إخوتنا العرب. نحن وإخواننا الباكستانيون مستعدون لوضع المعرفة الصاروخية والنووية والاقمار الصناعية والمعرفة البيولوجية وأي معرفة إستراتيجية أخرى يريد الغرب أن تتسولوها منه مجانًا في خدمتكم.
وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
الحج (39)
يا أبناء الأمة العربية اليقظين والواعين
ما كان المفكرون الأحرار في العالم يصرخون به منذ سنوات بات اليوم موجودا بوضوح أمام أعين الجميع؛ العلاقة مع الغرب ليس فقط لا تؤدي إلى أمن واستقلال الدول بل تؤدي إلى الدوس على كرامة وحرمة الشعوب. دولة قطر التي منذ سنوات طوال لها علاقات اقتصادية وسياسية واسعة مع الغرب، تتعرض في وضح النهار لاعتداء الكيان الصهيوني والغرب أيضًا يدعمه علنًا، هذه الحادثة المرة رفعت الستار مرة أخرى عن الوجه الحقيقي للغرب.
الكيان الصهيوني بهذا الإجراء أظهر علنًا أنه مستعد من أجل مشروع إسرائيل الكبرى أن يقوم بأي عمل بما في ذلك تدمير جميع الدول الإسلامية.
أحداث هذين العامين تظهر جيدًا أن المفاوضات والدبلوماسية ليس فقط ليست حلاً لهذه الأزمات بل هي جزء من خطة اعتداءات الكيان الصهيوني وأكبر داعم له أي أمريكا المجرمة. ان وعود المفاوضات والسلام وتطبيع العلاقات أداة لخداع الشعوب ووسيلة لرفع نجاح الهجمات. وقد اثبتت التجارب الأخيرة أن كل مرة جاء فيها ذكر المفاوضات، كان وراءها مخطط لتصعيد الهجوم والقتل.
وتعطي أمريكا وعود الاتفاق والسلام وفي نفس الوقت يقوم الكيان الصهيوني وبتنسيق وتعاون معها بمهاجمة مكان اجتماع أحد أطراف المفاوضات، أمريكا المجرمة التي لسنوات نهبت مصادر النفط والغاز القطرية بحجة خلق الأمن لهذه الدولة ليس فقط لم تقم بأي إجراء لمنع هذا الهجوم، بل هي نفسها أيضًا شاركت وتعاونت معه. هذه الحقيقة تظهر بوضوح أن أمريكا والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة وليس لهما هدف سوى إضعاف وتدمير الأمة الإسلامية.
فلا يوجد حل سوى المقاومة والكفاح ضد هذا النظام المجرم، والطريق الوحيد للحياة بكرامة وعزة هو المقاومة والكفاح ضد هذا النظام المتعطش للدماء الذي لا يرضى إلا بتدمير الأمة الاسلامية. نحن في إيران حاولنا بعزم وهمة شعبنا أن نحصل على الاستقلال العلمي والسياسي.
الآن نحن مستعدون لمشاركة تجاربنا الهندسية والعلمية بدون أي توقع مع إخوتنا العرب. نحن وإخواننا الباكستانيون مستعدون لوضع المعرفة الصاروخية والنووية والاقمار الصناعية والمعرفة البيولوجية وأي معرفة إستراتيجية أخرى يريد الغرب أن تتسولوها منه مجانًا في خدمتكم. تخيلوا أن تلك الصواريخ التي أحدثت أضرارًا في تل أبيب وحيفا تكون في يد الإخوة القطريين أو السعوديين بعلمهم وإرادتهم
هم. فهل تستطيع أمريكا وإسرائيل في هذه الحالة أن تمليا عليهما شيئا بالقوة؟
لا تظنوا أنكم مجبرون على التعاون مع أمريكا وإسرائيل، هؤلاء الذين ارتكبوا أكبر الجرائم ضد الشعب العربي في فلسطين ولبنان وسوريا. فنحن إخوتكم المسلمون وقاعدتنا جميعا هي: «وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا». اوإذا كان هناك طريق للهيمنة فالمشكلة من إجراءاتنا نحن. الإسلام وهويتكم الوطنية العربية فوق كل شيء.
ربما يقول البعض بمجرد أن نترك التعاون مع أمريكا وإسرائيل ستدمرنا إيران. معاذ الله وكلا؛ اعتقادنا بخاتم الانبياء والمرسلين (ص) فوق أي هوية أخرى ونحن دائمًا نؤمن بوحدة المسلمين في مواجهة جبهة الكفر. ألم يكن هناك علماء شيعة في العراق وسوريا الذين في الحرب العالمية الأولى وفي دفاع عن الحكومة السنية العثمانية حملوا السلاح بجانب الإخوة السنة وحاربوا؟ بعد انهيار الحكومة العثمانية فان أكبر اجراء لإنجلترا وأمريكا في المنطقة كان منع وحدة واستقلال شعوب الإسلامية وتعاونهم مع بعضهم البعض.
ربما يقول البعض ان البنى التحتية للدول العربية التحتية معتمدة على أمريكا والكيان الصهيوني وإذا نالت هذه الدول الاستقلال ستدمر بناهم التحتية بواسطة هذه القوى. اعلموا، أيها الإخوة العرب الأعزاء، أن هذه الإمكانيات ملك لكم وللشعب العربي وهم سرقوا من الدول العربية مائة ضعف هذه الإمكانيات.
إذا تمسكتم جميعًا بالهوية الإسلامية والاستقلالية وانتم تقومون بالمقاومة في وجه الكيان الصهيوني والوجود الاحتلالي الأمريكي في بلدكم، فأمريكا لن تتحمل حتما إرادة جماهيركم وسوف تترك بلدكم والبنى التحتية سيتعرض لأقل ضرر وإيران ستساعدكم حتى تتمكنوا أنتم من إدارة منشآتكم وبناكم التحتية. نحن نساعدكم حتى تبنوا لأنفسكم دفاعات و تشكيلات دفاعية وتكونوا مستقلين، فتستطيعون الدفاع عن أنفسكم ضد الهجمات الجوية وعندئذ لن تحدث الخيانة كما سمحت الدفاعات الأمريكية في قطر بمرور المقاتلات الصهيونية.
اننا نطلب من جميع الشباب العربي أن يأتوا إلى إيران ويتعلموا بدون تكلفة خاصة العلوم الصاروخية والنووية ويطبقوه لاستقلال بلدانهم. إيران ملزمة باستقلال جميع دول المنطقة وأنتم أيضًا إذا تسلحتم بأسلحة العلم والإيمان لا توجد أي قوة سواء شرقية أو غربية تستطيع مواجهتكم.
فأنتم أيها الشباب والطلبة رؤوس الأموال الحقيقية للمستقبل. وإذا صمتّم اليوم في وجه الظلم والاعتداء فسيأتي غدا دور أرضكم ومنازلكم. قطر ليست وحدها. أي أمة تقف في طريق الحق والعدل لن تبقى وحيدة. ندعوكم الى التعبير عن الحقيقة بصوت عالٍ ولا تسمحوا للإعلام المتحيز أن يحرف الحقائق. بالاتحاد والتعاطف والعمل العلمي عززوا أسس الاستقلال والتقدم لبلدانكم، وأظهروا للعالم أن الجيل الشاب العربي لا يستسلم أمام الظلم ويقف في طريق الحرية والكرامة الإنسانية.
اليوم فان انظار شعوب المنطقة موجهة نحوكم، والمستقبل في أيديكم أيها الشباب. لا تدعوا جرح هذا الاعتداء يمر فقط مع الحزن والصمت .. حولوه إلى دافع للحركة اليقظة والوحدة.