قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نهاية أسطورة التسول في الأقصر.. تفاصيل سقوط أبو روشتة بعد نصف قرن من الحيل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في شوارع الأقصر القديمة كان المشهد مألوفًا لعقود طويلة، رجل مسن يقود عربة خشبية يتبعها حمار ضعيف، يمد يده بورقة طبية مهترئة ويطرق بها أبواب عطف المارة. عرفه الناس باسم «أبو روشتة»، وأصبح مع مرور السنين أشبه بأسطورة حية في عالم التسول.

لم يكن الرجل يكتفي برواية واحدة، بل كان يغيّر قصته كل مرة، مرة يقول: "عاوز أجيب علاج لابني"، ثم يعود في اليوم التالي ليؤكد أنها وصفة دواء لوالدته، وفي مرة ثالثة يزعم أنها تخص زوجته. 

نفس الورقة، ونفس الروشتة القديمة، لكنها تتحول كل مرة إلى قصة مختلفة يجمع بها المال من الشوارع والميادين.

ومع الوقت أصبح «أبو روشتة» علامة يعرفها الكبير والصغير. البعض كان يسخر من حيله المتكررة، والبعض الآخر يرى فيه صورة معتادة لا تختفي من طرقات المدينة، لكن الحقيقة أن وجوده طيلة خمسين عاما ظل يشوه المظهر الحضاري لعاصمة السياحة العالمية إلى أن جاءت اللحظة الفاصلة. 

ثلاث أيام متواصلة من الحملات الأمنية التي أطلقتها مديرية أمن الأقصر لضبط المتسولين قبل الموسم السياحي، وضعت حدا نهائيا للحكاية، وفي اليوم الثالث سقط «أبو روشتة» أخيرًا في قبضة الأمن، لتنتهي معه أسطورة طالما التصقت بذاكرة المدينة.

اليوم لم يعد لعربته الخشبية مكان في الميادين، ولم تعد الروشتة القديمة تجوب الشوارع بحكاياتها المختلقة. لتطوي الأقصر صفحة طويلة من قصص التسول، وتفتح صفحة جديدة تستقبل بها زوارها بصورة حضارية تليق بتاريخها.