قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تايمز: بريطانيا تستعد للاعتراف رسميا بـ فلسطين بعد رحيل ترامب من لندن

ترامب خلال زيارة لـ بريطانيا ولقاء مع الملك تشارلز
ترامب خلال زيارة لـ بريطانيا ولقاء مع الملك تشارلز

كشفت صحيفة التايمز البريطانية، الأربعاء، أن رئيس الوزراء كير ستارمر يعتزم الإعلان نهاية الأسبوع الجاري عن اعتراف بلاده رسمياً بدولة فلسطين، في خطوة تمثل تحولاً كبيراً في الموقف الدبلوماسي للمملكة المتحدة. 

وأشارت الصحيفة إلى أن ستارمر أجّل إعلان القرار إلى ما بعد مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لندن، تفادياً لإثارة أزمة علنية خلال المؤتمر الصحفي المشترك المقرر عقده الخميس بين الزعيمين.

وبحسب التقرير، فإن بريطانيا تسعى إلى المضي قدماً في هذه الخطوة بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في نيويورك، رغم المعارضة الأمريكية الشديدة. 

ومن المتوقع أن تحذو دول أخرى مثل فرنسا وكندا وأستراليا حذو لندن وتعلن اعترافها الرسمي بفلسطين، ما قد يفتح الباب أمام تحرك أوروبي – غربي جماعي يعيد رسم ملامح المشهد السياسي المرتبط بالقضية الفلسطينية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تباين واضح بين الموقفين البريطاني والأميركي حيال حرب غزة المستمرة. فقد وصفت وزيرة الخارجية البريطانية، يفيت كوبر، الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة بأنه "متهور ومروع"، مؤكدة أنه لا يؤدي إلا إلى "إراقة مزيد من الدماء وقتل المدنيين وتعريض المحتجزين الإسرائيليين للخطر".

في المقابل، شدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، المرافق لترامب في زيارته إلى لندن، على دعم بلاده لإسرائيل، معتبراً أن الاعتراف بدولة فلسطين "يجعل تحقيق السلام أقل احتمالاً" ويصعّب المفاوضات، فضلاً عن أنه قد يدفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات أحادية مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني يواجه ضغوطاً متزايدة داخل حزبه؛ إذ يطالب ثلث أعضاء الحكومة بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين، بينما وقع أكثر من 130 نائباً من حزب العمال على رسالة تدعم هذا التوجه. ويرى مراقبون أن ستارمر يسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين التزامات بلاده التاريخية تجاه القضية الفلسطينية من جهة، والحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن من جهة أخرى.

ويعتبر خبراء أن هذا الاعتراف، إذا تم، سيمثل نقطة تحول في السياسة الخارجية البريطانية، إذ يُعيد إلى الأذهان مسؤولية لندن التاريخية في نشأة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي منذ وعد بلفور عام 1917. 

ويرون أن الاعتراف قد يُسهم في تعزيز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، ويدفع نحو إعادة إحياء مسار حل الدولتين في ظل الجمود الراهن.

على الجانب الآخر، يحذر دبلوماسيون من أن الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد سياسي وربما أمني مع إسرائيل، خصوصاً إذا ردت تل أبيب بإجراءات عقابية أو خطوات استيطانية جديدة. 

ومع ذلك، يرى البعض أن اللحظة الحالية تفرض على بريطانيا اتخاذ موقف أكثر جرأة، في ظل استمرار الحرب في غزة، والضغط الشعبي المتزايد داخل أوروبا للمطالبة بوقف إطلاق النار والاعتراف بحقوق الفلسطينيين.