قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"المحافظة على النفس".. الجامع الأزهر يواصل أمسياته الدينية احتفاءً بالمولد النبوي الشريف

النبي محمد صلى الله عليه وسلم
النبي محمد صلى الله عليه وسلم

واصل الجامع الأزهر  عقد أمسياته الدينية،  في إطار احتفاء الجامع الأزهر الشريف بذكرى المولد النبوي الشريف، وتحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ. د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،  حيث أقام اليوم الخميس أمسية جديدة تحت عنوان: «النبي صلى الله عليه وسلم والمحافظة على النفس»، حاضر فيها فضيلة الدكتور أحمد همام مدير عام شئون هيئة كبار العلماء، وقدمها أ/أبو بكر عبد المعطي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.

أكد فضيلة الدكتور أحمد همام أن فلسفة حفظ النفس في الإسلام تقوم على أربعة محاور، الأول: حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، وأحد الضروريات الخمس التي جاءت جميع الشرائع السماوية للحفاظ عليها وهي: "حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ المال، حفظ النسل"، لهذا وأزنت الشريعة الإسلامية، بين مطالب النفس ومطالب الروح، وهي من باب الحفاظ على النفس، موضحًا أن المحور الثاني هو: حفظ الإنسان لنفسه، حيث يشدد الإسلام على المسؤولية الفردية للإنسان في حماية نفسه والحفاظ عليها من كل ما يعرضها للخطر، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" وهو أمر من الله تعالى المسلم بأن يتجنب كل ما يلحق الأذى بجسده وروحه، وحرمت الآية الانتحار بشكل قاطع، كما حذر النبي ﷺ من إهمال الجسد، قائلاً ﷺ: "إن لجسدك عليك حقاً"، مما يلزم الإنسان بالاهتمام بصحته والابتعاد عن كل ما يفسدها، وهو ما يؤسس لمبدأ حماية النفس من أي ضرر.

وبين فضيلة الدكتور أحمد همام، أن المحور الثالث: حفظ أرواح الآخرين (مسلمين وغير مسلمين) في وقت السلم، حيث يقرر الإسلام أن حفظ النفس لا يقتصر على الذات، بل يتجاوزها ليصبح واجباً تجاه الآخرين، حيث يحرم الاعتداء على أرواحهم بأي شكل من الأشكال، وهو المبدأ الذي أسس له النبي ﷺ بشكل عملي عندما دخل إلى المدينة، من خلال وثيقة المدينة التي أسست لقواعد المواطنة من أجل الحفاظ على حياة الناس وحقن الدماء، وهو ما يدل على سماحة الإسلام وأنه دين عدل وانصاف ودين حق، فالجميع في المجتمعات سواء تحت شعار المواطنة، مبينا أن المحور الرابع هو: حفظ أرواح المدنيين والأبرياء في وقت الحرب، وهو مبدأ إسلامي كفله للأبرياء حتى في أشد الظروف قسوة، وهو وقت الحرب، حيث يأمر الله تعالى بعدم الاعتداء على غير المقاتلين، قائلاً: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، هذه الآية تقيد القتال بالمقاتلين فقط، وبهذه القاعدة قد أسس الإسلام لأخلاق الحرب، وتؤكد أن الحرب لم تشرع في الإسلام إلا للدفاع عن النفس، وقد أوصى النبي ﷺ قادته وجنوده، قائلاً: "لا تقتلوا وليداً، ولا امرأة، ولا شيخاً فانياً"، وهو ما يشكل وثيقةً إنسانية تحافظ على أرواح المدنيين وترسخ قيم الرحمة في الإسلام.

في ختام الأمسية، قال الأستاذ أبو بكر عبد المعطي، إن سيرة النبي محمد ﷺ تظهر أنه لم يكن قائدًا عسكريًا فحسب، بل كان معلمًا وإنسانًا يعتني بقيمة النفس البشرية، حتى في أحلك الظروف، كان النبي ﷺ حريصًا على حقن الدماء، وهو ما تجلى بوضوح في موقفه من صلح الحديبية، فبينما كان المسلمون في أوج قوتهم ومعنوياتهم، وعلى استعداد لخوض القتال، وافق النبي ﷺ على شروط قريش، لأنه رأى في هذا الصلح فرصة لحقن الدماء والحفاظ على الأرواح.