حكم القزع في الإسلام ؟ يعد القزع من أنواع قص الشعر المكروهة شرعاً، والقزع مكروه، وهو حلق بعض الرأس «بالموسى أو الشفرة»، وترك بعضه، أو أن يحلق مواضع متفرقة من الرأس، أي يستعمل الموسى في حلق مواضع، ودليله ما رواه ابنِ عمر رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ»، قيل لنافع: ما القزع؟ قال: «يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ» متفق عليه، واللفظ لمسلم.
حكم القزع في المذاهب الأربعة
وذهب الشافعية إلى أنّ النّهيَ في الحديث يحمل على الكراهة وليس على الحرمة، قال الإمام النووي رحمه الله: «يكره القزع، وهو حلق بعض الرأس؛ لحديث بن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْقَزَعِ» [المجموع شرح المهذب 1/ 347].
وعللوا النّهي بأنَّ صورته فيها تشويه للخلقة، قال شيخ الإسلام الإمام النووي رحمه الله: "وأجمع العلماء على كراهة القزع إذا كان في مواضع متفرقة إلا أن يكون لمداواة ونحوها، وهي كراهة تنزيه... ومذهبنا -أي الشافعية- كراهته مطلقاً للرجل والمرأة؛ لعموم الحديث، قال العلماء: والحكمة في كراهته أنه تشويه للخلق" [شرح النووي على مسلم 14/ 101].
الفرق بين القزع والتخفيف
هذا؛ وقص الشعر بشكل متدرج باستخدام المقص، أو آلة الحلاقة لا يسمى قزعاً، بل يسمى تقصيراً، ولا حرج فيه وإن تفاوتت درجات الشعر، فالحلق إنما يكون بالإزالة الكاملة، أما الأخذ من الشعر مع إبقاء جزء منه فيسمى قصَّاً، وبالجملة ينبغي مراعاة العرف عند قصّ الشعر، فتُجتنب القصات الغريبة المخالفة لعادات الناس، أو ما كان فيها تشبه بأهل الفسق.
حكم القزع
وعليه؛ فحكم القزع -وهو إزالة الشعر بالموسى أو الشفرة- الكراهة، وفعل الحلاق له يكون مكروهاً أيضاً، والمشاهد أنّ غالب ما يطلبه الناس من قصّات للشعر لا يكون حكم القزع منطبقاً عليها، فالتدريج باستخدام المقصّ، أو آلة الحلاقة دون أخذ الشعر من أصله لا يُعدّ من القزع، ويمكن للحلاق أن يعتذر عن حلاقة القزع للزبائن، وإن لم يمتنع فهو غير آثم، لكنه فعل ما هو مكروه.
لماذا نهى النبي عن القزع
والعلة في هذا -والله تعالى أعلم- في النهي عن القزع بعض أهل العلم يقول: لأنه تشبه باليهود، يحلقون ويتركون للصبي ذؤابة.
وبعضهم يقول: لأنها علامة الأشرار في ذلك الوقت، يعني ما يسمى اليوم بالبلطجية، علامة فارقة لهم يحلق بعض الشعر ويترك بعض الشعر، فهؤلاء الأشرار أصحاب التمرد والعتو والبغي على الناس، وما إلى ذلك لهم علامة يتميزون بها، فبعض أهل العلم قال: لأنه تشبه بهم وهؤلاء لا يتشبه بهم.
وبعض أهل العلم قال إنه تشويه للخلقة، وهذا التشوية للخلقة كما قال الشيطان: «وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ» (النساء:119)
حكم القزع وطريقة حلاقته
نهى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن حلاقة القزع، أي حلق بعض شعر الرأس دون بعضه الآخر، والصواب حلق كل شعر الرأس أو تقصيره كلّه، أو تركه كله دون حلق أو تقصير، لما في القزع من توشيهٍ للهيئة والمظهر، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القَزَع".. متفق عليه.
واتفق الفقهاء على كراهة القزع، وقد اختلفوا في سبب الكراهة، فقيل لأنّه يشوّه الهيئة والمظهر، وقد وردت عدّة أقوالٍ لعددٍ من العلماء في بيان حكم القزع.

ما هو القزع المنهي عنه
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه: «ما حكم القزع وما هو تعريفه؟».
وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن القزع هو حلق بعض الرأس دون البعض الآخر، منوهًا بأن الجمال هو قيمة والتنساق الخارجي في الشكل دليل على التناسق الداخلي، والله جميل يحب الجمال.
وأضاف أمين الفتوى، أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ومنع بعض التصرفات منها تشويه الخلقة، ومنها الوشم وكذلك حلق بعض الرأس وترك البعض الآخر.
ونبه على أن القزع حكمه في الإسلام ليس حرامًا ولكنه مكروه، فمن تركه أثيب ومن فعله لا يعاقب ولكنه سيكون شبه مسخة ومسخرة.
وألمح إلى أن الوقت الحالي يذهب الرجل للحلاق، فيطلب منه ما يعرف بتدريج الشعر، أي تخفيف الأجناب تدريجيًا إلى أعلى، فيكون الشعر كثيف من أعلى وخفيف من الأسفل.
وأوضح أن هذه الصورة لا تندرج تحت ما يسمى القزع، ولكنه نموذج لحلق الشعر، والدليل أنه يعطي شكلاً جماليًا ولا يكون منبوذاً، أما القزع فهو الحلق يعني استئصال الشعر من جذوره بالموس، وترك البعض الآخر بدون حلق أصلاً.