تشكل زيارة رئيس جمهورية سنغافورة الى مصر محطة بارزة في مسار العلاقات الثنائية، ليس فقط لما تحمله من رسائل سياسية واقتصادية، بل أيضًا لما تعكسه من عمق الروابط التاريخية بين البلدين منذ اعتراف القاهرة المبكر باستقلال سنغافورة.
وفي هذا الإطار، تحدث أستاذ السياسة سعيد الزغبي مؤكدًا أن الزيارة تفتح آفاقًا جديدة للتعاون وتمنح الشراكة بين الجانبين زخمًا استراتيجيًا متجددًا.
سعيد الزغبي: مذكرات التفاهم تعكس إرادة سياسية صادقة وتفتح آفاقًا جديدة للشراكة المصرية السنغافورية
قال استاذ السياسة دكتور سعيد الزغبي في تصريحات صحفية خاصة لموقع صدى البلد إن زيارة فخامة رئيس جمهورية سنغافورة إلى مصر تمثل لحظة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن مصر كانت أول دولة عربية تعترف باستقلال سنغافورة، وهو ما يمنح الزيارة بُعدًا رمزيًا واحتفائيًا قبل الذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية بين الجانبين (1965 – 2026).
وأكد الزغبي أن “الزيارة ليست مجرد لقاء دبلوماسي، بل رسالة سياسية قوية تعكس إدراكًا مشتركًا بأن التعاون بين الشرق والغرب، وبين آسيا وأفريقيا، هو السبيل لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا”.
وأوضح أن “توقيع مذكرات التفاهم المتنوعة في مجالات الصحة والتعليم المهني والزراعة والنقل البحري والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والخدمات الاجتماعية، يعكس إرادة سياسية صادقة لتنويع مجالات الشراكة وتقليل الاعتماد على قطاع واحد، ما يزيد من قدرة البلدين على التكيف مع التغيرات العالمية”.
وأضاف الزغبي: “سنغافورة تمتلك خبرات واسعة في إدارة الموانئ والنقل البحري، والمدن الذكية، والبنية التحتية الرقمية، والتعليم الفني، وهي مجالات قادرة على دعم مسيرة التحديث والتنمية في مصر بشكل أسرع وأكثر كفاءة”.
وأشار إلى أن “استضافة منتدى الأعمال المصري السنغافوري والاتفاقيات الجديدة تمثل رسالة واضحة للمجتمع الدولي والمستثمرين بأن مصر تتجه نحو تحسين بيئة الأعمال ورفع مستوى الشفافية والتشريعات، بما يعزز الثقة السياسية والاقتصادية”.
ولفت الزغبي إلى أن “البعد الثقافي والديني في الزيارة، من خلال لقاءات رئيس سنغافورة مع المؤسسات الروحية المصرية، يعكس صورة مصر كجسر حضاري وإنساني يعزز قيم التسامح والاعتدال”.
واختتم الزغبي تصريحاته بالتأكيد على أن “زيارة رئيس سنغافورة لمصر محطة تاريخية تعزز مكانة القاهرة كجسر يربط آسيا بأفريقيا، ورسالة سياسية واضحة بأن التعاون المتوازن والمتعدد هو السبيل لبناء مستقبل مزدهر للشعبين، بعيدًا عن الارتباط بحليف واحد فقط في النظام الدولي”.