في مشهد لفت أنظار الإعلام الأمريكي والعالمي، تصافح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك خلال مراسم تأبين الناشط المحافظ الراحل تشارلي كيرك. اللقاء المفاجئ جاء بعد أشهر من الخلافات الحادة بين الطرفين، ما أثار تكهنات حول إمكانية عودة الدفء إلى العلاقة التي شهدت توتراً غير مسبوق في الفترة الأخيرة.
مصافحة غير متوقعة
شهدت قاعة التأبين لحظة غير عادية عندما جلس ماسك إلى جوار ترامب، قبل أن يتبادلان التحية والمصافحة أمام عدسات الكاميرات. ونشر ماسك عبر حسابه على منصة X صورة وهو يصافح الرئيس الأمريكي، مرفقاً إياها بتعليق مقتضب قال فيه: "من أجل تشارلي".
تقارير إعلامية ربطت بين هذه اللحظة وبين دعوة كيرك سابقاً إلى المصالحة بين الرجلين، معتبرة أن ظهور ماسك بجوار ترامب لم يكن مجرد صدفة بل ربما استجابة ضمنية لتلك الدعوة.
تصريحات متباينة
ترامب علّق على الحادثة قائلاً: "كانت علاقتنا جيدة جدًا، وكان لطفاً منه أن يأتي إلى التأبين". وعند سؤاله عمّا إذا كان كيرك هو من جمعه بماسك، أوضح ترامب أن ماسك جاء ببساطة لإلقاء التحية، نافياً أن يكون للراحل دور مباشر في المصالحة.
أما ماسك، فاختار أن يبقى مقتضباً في تعليقاته، مكتفياً بالإشارة إلى أن ظهوره بجوار ترامب كان تكريماً لذكرى صديقهما المشترك كيرك.
خلفية الخلاف
العلاقة بين ترامب وماسك لم تكن على أفضل حال في الأشهر الماضية، حيث اندلعت مشادات علنية بينهما على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب خلافات سياسية. أبرزها كان حول مشروع قانون ضريبي أثار جدلاً واسعاً، إضافة إلى تهديدات ماسك بتأسيس حزب سياسي جديد، وهو ما فُسّر كخطوة مباشرة لتقليص نفوذ ترامب وحزبه.
وتُوّج الخلاف باستقالة ماسك من رئاسة وكالة "كفاءة الحكومة"، التي تولى قيادتها مع بداية ولاية ترامب الثانية، ما اعتُبر آنذاك ضربة للعلاقة بين الرجلين.
ظهور علني بعد انقطاع
شبكة CNN أشارت إلى أن هذه المصافحة هي الظهور العلني الأول لترامب وماسك معاً منذ أن كرّم الرئيس الأمريكي الملياردير في ختام خدمته بالحكومة في مايو الماضي. ويُنظر إلى هذا اللقاء كاختبار أولي لمدى إمكانية عودة التحالف بين الطرفين في المستقبل، أو على الأقل تهدئة حدة الخلافات السابقة.
قد تبدو المصافحة بين ترامب وماسك مجرد لحظة عابرة في مناسبة تأبينية، لكنها في السياسة الأمريكية لا تخلو من دلالات. فالرجلان يجمعهما تاريخ من التعاون والخلاف، وأي تقارب جديد بينهما قد يعيد خلط الأوراق داخل الساحة السياسية والاقتصادية. وبينما يراها البعض بادرة إنسانية، يترقب آخرون ما إذا كانت مقدمة لعودة تحالف استراتيجي قد يؤثر في المشهد الأمريكي خلال المرحلة المقبلة.