تشهد القضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة تطورًا لافتًا مع تزايد الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، في وقت تتواصل فيه الحرب الإسرائيلية على غزة وتتوسع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى جدوى هذه الاعترافات وما إذا كانت قادرة على إحداث تغيير حقيقي على الأرض، وهو ما تحدث عنه الدكتور خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة.
خالد شنيكات: الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تبقى “حبراً على ورق” ما لم تُترجم إلى خطوات عملية
أكد الدكتور خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد ، أن تزايد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين يعكس عدة أسباب جوهرية، مشيرًا إلى أن هذه التطورات لم تأت من فراغ.
وقال شنيكات إن السبب الأول يتمثل في تغير قناعات عدد من الدول التي رأت أن الرؤية الإسرائيلية القائمة على “اتفاقيات عابرة” مثل اتفاقات إبراهام، لم تنجح في تحويل مسار الصراع من سياسي إلى اقتصادي كما روج لها.
وأضاف أن السبب الثاني يعود إلى حجم المجازر والانتهاكات الكبيرة في غزة والضفة الغربية، وما ينقله الإعلام من صور مأساوية عن حصار وقتل ودمار، الأمر الذي ولد ضغطًا دوليًا متزايدًا.
وأوضح أن السبب الثالث يتمثل في تغير الرأي العام العالمي، حيث أصبحت هناك احتجاجات ومظاهرات في العديد من الدول الغربية، ما دفع حكوماتها إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة تجاه الاعتراف بفلسطين.
لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذه الاعترافات، كما يصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “تبقى حبراً على ورق” ما لم تترجم إلى إجراءات ملموسة على الأرض، مثل إيقاف الحرب في غزة، انسحاب الجيش الإسرائيلي من الضفة الغربية، وقف الاستيطان وسحبه، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
وأشار شنيكات إلى أن إسرائيل، وخاصة اليمين المتطرف، ترى نفسها في سباق مع الزمن لإجهاض الدولة الفلسطينية، وهو ما يتجسد في توسيع المستوطنات الجديدة والقائمة مثل معاليه أدوميم، وتجريف مناطق شمال غزة، وفصل شمال الضفة عن جنوبها لخلق وقائع يصعب تغييرها مستقبلاً.
وحول الرد الإسرائيلي المتوقع، أوضح شنيكات أن تل أبيب تراهن على فرض الأمر الواقع عبر تكثيف الاستيطان واستمرار الحرب في غزة، مستفيدة من علاقتها الخاصة مع الولايات المتحدة، التي تمنحها بحسب تعبيره “مظلة حماية من أي ضغوط خارجية”.