قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

موعد صيام الأيام البيض من شهر ربيع الآخر وحكمها

موعد صيام الأيام البيض
موعد صيام الأيام البيض

صيام الأيام البيض .. من العبادات المستحبة التي أوصى بها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمته، صيام الأيام البيض من كل شهر هجري، وقد أولى العلماء هذه العبادة مكانة عظيمة، إذ تعد سنة نبوية ثابتة عن النبي الكريم، لما ورد في الحديث الشريف عن ابن ملحان القيسي، عن أبيه، قال: "كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نصوم البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، وقال: هن كهيئة الدهر"، وقد أخرجه الإمام أبو داود في سننه، وهو دليل صريح على فضل صيام هذه الأيام وأن ثوابها عظيم، حتى كأن من واظب عليها كُتب له أجر صيام الدهر كله.

ويشير العلماء إلى أن الأيام البيض هي الأيام القمرية التي تقع في منتصف كل شهر هجري، حيث يكتمل فيها القمر ويكون بدرًا مضيئًا، ولهذا أطلق عليها وصف "البيض" لشدة إنارتها، وهي أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر.

وفيما يتعلق بشهر ربيع الثاني أو ربيع الآخر لعام 1447هـ، فإن هذه الأيام توافق الأيام التالية من التقويم الميلادي:

اليوم الأول: الجمعة 13 ربيع الثاني 1447هـ، الموافق 5 أكتوبر 2025م.
اليوم الثاني: السبت 14 ربيع الثاني 1447هـ، الموافق 6 أكتوبر 2025م.
اليوم الثالث: الأحد 15 ربيع الثاني 1447هـ، الموافق 7 أكتوبر 2025م.

فضائل شهر ربيع الثاني وأحداثه

على الرغم من أن شهر ربيع الثاني لا يختص بفضائل معينة وردت في النصوص الشرعية كما ورد لشهر ربيع الأول الذي شهد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم؛ إلا أنه يُعَد من الأوقات المباركة التي يستحب فيها الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، واغتنام الأيام في التقرب إليه بالعبادة والذكر والصيام، خصوصًا أن بدايات الأشهر الهجرية عامةً تحمل بركة وتجديدًا للعزائم.

كما ارتبط شهر ربيع الآخر بعدد من الأحداث التاريخية المهمة في صدر الإسلام، ومن أبرزها:

بعد السنة الأولى للهجرة زيد في صلاة العصر ركعتان لتصبح أربعًا بدلًا من ركعتين كما في البداية، وذلك في شهر ربيع الآخر، وقد ورد ذلك في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "فرِضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأقرّت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر"، رواه البخاري ومسلم، وشرحه الإمام ابن رجب الحنبلي في كتابه "فتح الباري في شرح صحيح البخاري".


وقعت في هذا الشهر غزوة "بحران" في السنة الثالثة للهجرة، حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس ثلاثمائة مقاتل، ثم عاد دون قتال في جمادى الأولى.


في السنة السادسة للهجرة أرسل النبي- صلى الله عليه وسلم- أبا عبيدة بن الجراح، على رأس سرية إلى "ذي القصة"، بعد مقتل بعض الصحابة، فانتصر المسلمون وغنموا، وأسلم رجل من بني ثعلبة.


وفي السنة التاسعة للهجرة بعث النبي- صلى الله عليه وسلم-، سيدنا علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- في سرية إلى ديار طيئ، حيث أمره بهدم صنمهم "الفَلْس"، فقام علي- رضي الله عنه- بتنفيذ ذلك وكسر الصنم.

سبب تسمية شهر ربيع الآخر بهذا الاسم

اختلفت الروايات عن سبب التسمية، حيث ذكر أهل اللغة أن العرب كانوا يميزون بين نوعين من الربيع: ربيع الشهور، وهو ربيع الأول وربيع الآخر، وربيع الأزمنة الذي ينقسم إلى فصلين: الأول حيث يكثر فيه النبات وتظهر الكمأة والزهور، والثاني حين تدرك فيه الثمار.

 ويقال إن العرب كانوا يطلقون على الخريف اسم "الربيع"، ولهذا ارتبط الشهران بهذا الاسم. كما قيل إن تسميته جاءت لأن الناس والدواب كانوا يرتعون فيه، أي يجدون فيه الخصب والكلأ، فغلب عليه هذا الاسم.

وقد استقر في الاستعمال أن الشهرين اللذين يليان صفر يُسميان بربيع الأول وربيع الآخر، وظلت هذه التسمية ملازمة لهما، حتى أن العرب حين يذكرون أسماء الشهور يأتون بها مجردة إلا في حالتي شهري ربيع ورمضان، حيث يذكرون الشهر مقرونًا بالاسم، كما في قوله تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن” [البقرة: 185].

وعلى ذلك، يتضح أن صيام الأيام البيض من شهر ربيع الثاني عبادة سنها النبي- صلى الله عليه وسلم-، وأن هذا الشهر وإن لم يختص بفضل خاص، إلا أنه شهد أحداثًا إسلامية بارزة، كما أن اسمه ارتبط بأحوال العرب وتقاليدهم في تقسيم الفصول والأزمنة.