قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صلاة الجماعة في طوابق متعددة لا تجوز إلا بشروط.. عطية لاشين يكشفها

صلاة الجماعة
صلاة الجماعة

ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، يقول السائل: "بعض المساجد تضم طوابق متعددة، حيث يؤدي الإمام الصلاة مع مجموعة من المصلين في الدور الأرضي، بينما يقتدي به آخرون في الطابق الثاني أو السادس أو غيره، فما حكم صلاة من يصلي في هذه الطوابق العلوية؟".

وأجاب الدكتور لاشين، قائلاً: "الحمد لله رب العالمين، فقد ورد في القرآن الكريم قوله- تعالى-: "وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة"، كما جاء في السنة النبوية ما رواه رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “ما من ثلاثة في قرية أو بدو لا تقام فيهم صلاة الجماعة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية”.

وأوضح فضيلته أن العلماء قد اختلفوا في حكم صلاة الجماعة، فمنهم من يرى أنها سنة مؤكدة، وهذا هو القول الراجح، ومنهم من قال بوجوبها؛ لأن الأمر بها جاء في الكتاب والسنة، وإذا ورد الأمر في الشرع فهو للوجوب. 

وأضاف: وهناك من اعتبرها فرض كفاية، إذا قام بها البعض؛ سقط الإثم عن الجميع، أما إذا تركها الكل؛ أثموا جميعًا، في حين ذهب فريق قليل إلى أنها شرط لصحة الصلاة، وهو قول مرجوح لا يعوَّل عليه، وإن كان منسوبًا إلى رواية في المذهب الحنبلي.

وأضاف الدكتور لاشين أن لصلاة الجماعة شروطًا أساسية، أبرزها أن ينوي المأموم الاقتداء بالإمام، وأن تكون حركاته تابعة لحركات الإمام، استنادًا لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر؛ فكبروا، وإذا ركع؛ فاركعوا، وإذا رفع؛ فارفعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده؛ فقولوا ربنا ولك الحمد". 

كما يشترط لصحة الاقتداء، أن يعلم المأموم بانتقالات إمامه، ويتحقق ذلك برؤيته له أو برؤية الصفوف المتصلة به، فإن تعذر ذلك؛ فبإمكانه الاعتماد على سماع صوته عبر مكبر الصوت.

وبيّن أن صلاة من يؤديها في الطوابق العلوية تعد صحيحة إذا تحقق له سماع صوت الإمام من خلال مكبر الصوت، ولا خلاف في ذلك، غير أن الأمر يختلف إذا لم تكن أماكن الصلاة خالصة لكونها مساجد، بل ملحقة بمبانٍ أو مواقع إنتاج كما في بعض المصانع.

واستشهد الدكتور لاشين بتجربة شخصية، حين زار أحد مصانع الحلويات الكبرى في الرحمانية بالبحيرة، حيث لاحظ أن العمال والموظفين يصلون في أماكن مخصصة بكل طابق، مقتدين بإمام يصلي في الطابق الأرضي، فرأى أن هذا الوضع لا يطمئن قلبه إلى جوازه الكامل، لكون تلك الأماكن لم تتمحض عن كونها مساجد مستقلة، وإنما ملحقة بمبانٍ أخرى.

وأكد الدكتور لاشين أن البديل الأفضل هو أن يؤم كل طابق إمام مستقل بزملائه، بحيث يؤدي الجميع صلاتهم جماعة، دون أن يعد ذلك من قبيل تعدد الجماعات في مسجد واحد، لأن هذا النهي خاص بحالة وجود جماعات متعددة في نفس المكان، بينما الأمر مختلف تمامًا في الحالة المطروحة.