ورد سؤال إلى د. عطية لاشين أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك يقول فيه السائل: هل يوجد في القرآن آية صريحة توجب على الزوجة طاعة الزوج؟
وأجاب د. لاشين قائلا: الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم).
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه).
وبعد: فإن مصادر التشريع التي تبنى عليها الأحكام الشرعية على قسمين: قسم مجمع عليه وهي: الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
وهذه وردت في حديث بعث الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى أهل اليمن ليعلمهم شرائع الإسلام قال له صلى الله عليه وسلم (بم تقضي إن عرض لك القضاء؟) قال أقضي بكتاب الله عز وجل قال الرسول صلى الله عليه وسلم (فإن لم تجد) قال فبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم (قال فإن لم تجد؟) قال أجتهد رأيي لا آلوا أي لا أقصر فسر الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: (الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي الله ورسوله).
القسم الثاني من أدلة الأحكام قال بها قوم، ولم يقل بها آخرون مثل الاستحسان والمصالح المرسلة، العرف، سد الذرائع، شرع من قبلنا، وقول الصحابي.
وبخصوص واقعة السؤال نقول: قال الله عز وجل مبينا علاقة السنة بالقرآن: (وأنزلنا إليك الذكرى لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)، وفي آية أخرى قال الله عز وجل: (إن علينا جمعه وقرآنه ثم إن علينا بيانه).
فالسنة تؤكد ما جاء في القرآن الكريم، وتقيد ما جاء مطلقا في كتاب الله عز وجل، وتخصص العام الذي ورد في كتاب الله سبحانه، وأخيرا تستقل السنة ببيان أحكام تشريعية لم يرد لها ذكر في القرآن الكريم.
والقرآن وإن لم توجد فيه آية صريحة تلزم الزوجة بطاعة زوجها فإن المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن هو السنة، زاخرة بالأحاديث التي صرحت بوجوب طاعة الزوجة لزوجها ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها وذلك لعظم حقه عليها).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها يقال لها ادخلي الجنة من أي أبوابها الثمانية شئت).