أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن سؤال يقول: "بعض الأشخاص ذوي الهيئات ينشئون صفحة على فيسبوك باسم امرأة، وهو في الحقيقة رجل، ليصطادوا فرائسهم ويبتزوهم بمبالغ لا يصدقها عقل، فما حكم ذلك شرعًا؟"
وقال الدكتور عطية لاشين في إجابته: إن المسلم قد يكون بخيلًا، وقد يكون حريصًا على الدنيا مهتمًا بزخارفها، وقد يكون جبانًا ليس عنده مثقال ذرة من شجاعة، وقد يكون أنانيًا لا يهتم إلا بمصلحته فقط، وبالجملة قد يحمل الصفات المذمومة السلبية، لكنه أبدًا لا يكون كذّابًا؛ لا في أقواله ولا في أفعاله ولا في وعوده.
واستشهد بما رواه الإمام مالك في الموطأ بشرح الإمام الزرقاني، حينما روى صفوان بن سليمان أنه قال: قيل لرسول الله ﷺ: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: "نعم". فقيل له: أيكون المؤمن بخيلًا؟ قال: "نعم". فقيل له: أيكون المؤمن كذّابًا؟ قال: "لا".
وأكد الدكتور عطية لاشين أن من يفعل ذلك قد سقطت مروءته، ولا مروءة عنده ولا إيمان، وإنما حب الدينار والدرهم أعمى بصره وبصيرته، وجعله يستحل كل شيء من أجل جمع المال.
وتابع موضحًا أن هذا الشخص قد ارتكب عدة مهلكات: أولًا: استحل لنفسه أن يكون كذّابًا، واستحل أن يجحد فضل الله عليه، فالله خلقه ذكرًا، فإذا أخفى وكتم صفته وتقمّص شخصية أنثى، كان ذلك اعتراضًا على ما جبله الله وفطره عليه.
ثانيًا: ارتكب كبيرة الكذب، وهي من الكبائر التي لا تجتمع مع الإسلام والإيمان أبدًا، بل تنافي الإسلام وتضاد الإيمان.
ثالثًا: أكل أموال الناس بالباطل، واستحل حرمة مال أخيه المؤمن، مما قد يؤدي إلى إحباط عباداته إن كانت له عبادات، ولا يُظن أن من يفعل ذلك له عبادة مقبولة.
واستشهد بحديث النبي ﷺ: «إن الرجل ليقذف باللقمة الحرام في جوفه، ما تُقبل منه عبادة أربعين سنة».