شهد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ممثلة عن الحكومة المصرية، و كيم يونج هيون سفير جمهورية كوريا الجنوبية بالقاهرة، بشأن مشروع تطوير تكنولوجيا صيانة السيارات الخضراء (الصديقة للبيئة) في 4 مراكز بمصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني التابعة لوزارة الصناعة، وذلك بمنحة قدرها 10 ملايين دولار مقدمة من الوكالة الكورية للتعاون الدولي "كويكا". وحضر مراسم التوقيع اللواء مهندس إيهاب رمضان، رئيس مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني.
وتستهدف مذكرة التفاهم تطوير مركز تدريب مهني صيانة السيارات بشبرا، ومركز تدريب مهني سيارات إمبابة، ومركز تدريب مهني سيارات محرم بك بالإسكندرية، ومركز تدريب مهني سيارات كفر الزيات، بما يضمن استدامة الأهداف التي نشأت من أجلها هذه المراكز والمتمثلة في تخريج عمالة فنية مدربة قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل.
وتشمل بنود التعاون تطوير المعدات الحالية طبقاً للتطور الحادث في مجال صيانة السيارات التقليدية، وتطوير المناهج الخاصة بمهن صيانة السيارات وإصلاح ودهان هياكل السيارات، وإدخال مهن السيارات الصديقة للبيئة (السيارات الكهربائية – السيارات الهجين – السيارات المسيرة بالغاز الطبيعي) مع توفير احتياجاتها من عدد يدوية وآلية ومعدات ونماذج محاكاة وأجهزة تشخيص. كما يتضمن المشروع رفع كفاءة المدربين والإداريين العاملين بهذه المراكز عبر تدريبهم على مرحلتين؛ الأولى بكوريا الجنوبية والثانية داخل المراكز بعد تركيب وتشغيل المعدات الواردة من كوريا، فضلاً عن إيفاد متطوعين كوريين للمساهمة في الأنشطة التدريبية المختلفة واستحداث برامج جديدة للطلبة. ومن المقرر أن يستمر المشروع لمدة 5 سنوات حتى عام 2030.
وخلال مراسم التوقيع، وجه الفريق كامل الوزير الشكر والتقدير للحكومة الكورية على دعمها للحكومة المصرية في إعداد كوادر فنية مدربة ومؤهلة وفق التكنولوجيا الكورية المتطورة، مشيراً إلى أن كوريا الجنوبية سبق وأن ساهمت في تطوير هذه المراكز خلال المراحل الأولى من المشروع لتصبح متقدمة في مجال تدريب الفنيين على السيارات التقليدية، والآن تستكمل المذكرة الجديدة هذا التطوير بإدخال مجال السيارات الصديقة للبيئة لمواكبة التوجهات العالمية، خاصة بعد انتشار السيارات الكهربائية في السوق المصري. وشدد الوزير على ضرورة توفير المشروع لأنظمة محاكاة للتدريب العملي ومعدات متطورة لإصلاح بطاريات السيارات الكهربائية باعتبارها العنصر الأهم في المركبات، مؤكداً استعداد وزارة الصناعة لتقديم كل الدعم اللازم لإنجاح المشروع. كما دعا الوزير الحكومة الكورية لتشجيع المستثمرين الكوريين على ضخ استثمارات جديدة في مصر بمجال تصنيع السيارات ومكوناتها، وخاصة الإطارات والزجاج، لتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير للأسواق الخارجية.
من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن المشروع يأتي استكمالاً للجهود التنسيقية التي قامت بها الوزارة مع مختلف الجهات المعنية لتعظيم الاستفادة من المنح الكورية بما يدعم أولويات قطاعات الدولة، خاصة التعليم والتدريب المهني. وأوضحت أن المشروع يستهدف إعداد خطة رئيسية لمراكز التدريب المهني في القاهرة، الجيزة، الغربية والإسكندرية، تشمل تطوير المناهج التدريبية وبناء القدرات للمديرين والمدربين، وتوفير معدات حديثة، إضافة إلى إنشاء نظام تعاون بين المراكز والشركاء الصناعيين لضمان توافق برامج التدريب مع متطلبات الصناعة على المدى الطويل.
وأشارت وزيرة التخطيط إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار رؤية أشمل ومحاور السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية، التي ترتكز على التحول نحو القطاعات الأعلى إنتاجية ذات القيمة المضافة، وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتوطين الصناعة، وتعزيز مرونة سوق العمل. كما شددت على عمق العلاقات المصرية الكورية باعتبارها شراكة رئيسية لمصر في آسيا، موضحة أن التعاون بين البلدين يتنوع بين مجالات التجارة والاستثمار والتكنولوجيا، حيث تستثمر العديد من الشركات الكورية في مصر بمجالات الاتصالات والإلكترونيات وغيرها. وأكدت حرص الحكومة على دعم الاستثمارات الكورية ودفع التعاون ليشمل المزيد من القطاعات.
من جانبه، قال السفير كيم يونج هيون إن توقيع الاتفاق يأتي متزامناً مع مرور ثلاثة عقود على علاقات الصداقة بين مصر وكوريا الجنوبية، لافتاً إلى أن المشروع سيدعم إعداد الشباب المصري لوظائف المستقبل في قطاع السيارات من خلال التركيز على التقنيات المتطورة كالمركبات الكهربائية وصيانة محركات الغاز الطبيعي. وأضاف أن التعاون يعكس الرؤية المشتركة لبناء اقتصاد صديق للبيئة وتعزيز الابتكار وتنمية المهارات في مصر، بما يسهم في خلق قوة عاملة تنافسية تتماشى مع الاتجاهات العالمية في مجال الاستدامة.
وجدير بالذكر أن المشروع الجديد يأتي استكمالاً لما بدأته الحكومة الكورية ممثلة في "كويكا" عبر 3 مراحل لتطوير مراكز تدريب السيارات في مصر. حيث شملت المرحلة الأولى إنشاء وتطوير مركز تدريب صيانة السيارات بشبرا خلال الفترة من 1998 حتى 2001، بينما تضمنت المرحلة الثانية إنشاء وتطوير مركزي إمبابة ومحرم بك بالإسكندرية بين عامي 2005 و2007. أما المرحلة الثالثة، فقد شهدت تطوير مركز كفر الزيات، وإنشاء قسم لتدريب المدربين بمركز شبرا، وتحديث معدات المراكز الأربعة خلال الفترة من 2008 حتى 2011.