أثار اكتشاف علمى لنتوءات بلاتينية غامضة داخل عينات جليدية من منطقة غرينلاند، تعود إلى نحو 12.800 عام، جدلا واسعا في الأوساط العلمية حول مصدرها وعلاقتها بفترة درياس الصغرى، المعروفة بالعصر الجليدي الأصغر.
بين فرضية اصطدام فضائي ونشاط بركاني
في حين رجحت دراسات سابقة أن تكون هذه الرواسب نتيجة اصطدام جسم فضائي بالأرض، قدم بحث جديد تفسيرا مغايرا، مؤكدا أن الظاهرة مرتبطة بنشاط بركاني ضخم.
واستبعد العلماء أن يكون ثوران بركان لاشر سي في ألمانيا مصدر البلاتين، مشيرين إلى أن الطفرة ظهرت بعد 45 عاما من بداية فترة درياس الصغرى واستمرت 14 عاما وهو ما يعزز فرضية ارتباطها بثوران طويل الأمد يرجح أنه وقع في آيسلندا.
الكبريتات لا البلاتين وراء العصر البارد
ويخلص البحث إلى أن الانخفاض الحاد في درجات الحرارة خلال تلك الفترة لم يكن نتيجة البلاتين، بل بسبب طفرة بركانية هائلة من الكبريتات تزامنت مع بداية درياس الصغرى، ما أدى إلى دخول الأرض في مرحلة باردة امتدت لنحو ألف عام.
تأثيرات مناخية كبرى
وتكشف تحاليل الجليد الجوفي أن درجات الحرارة في غرينلاند خلال تلك الحقبة كانت أقل بـ15 درجة مئوية مقارنة باليوم.
كما عادت أوروبا إلى ظروف شبه جليدية، حيث حلت التندرا محل الغابات، فيما تحركت أحزمة المطر جنوباً في المناطق المدارية.
ويرى الباحثون أن دراسة هذه الأحداث القديمة تمثل مفتاحاً لفهم محفزات التغير المناخي والتنبؤ بتداعياته المستقبلية.
غرينلاند عبر التاريخ
وعلى مدار 4500 عام مضت، كانت غرينلاند موطناً لشعوب القطب الشمالي الذين هاجر أجدادهم من كندا الحالية.
كما استقر فيها النورثمن في القرن العاشر بعد هجرتهم من آيسلندا، قبل أن ينطلق المستكشف ليف إريكسون من هناك ليصبح أول أوروبي يصل إلى أميركا الشمالية، قبل نحو خمسة قرون من كولومبوس.
وفي القرن الثالث عشر، وصل إليها شعب الإنويت، بينما خضعت الجزيرة رسميا للتاج النرويجي عام 1261.