تحمل صلاة الفجر دلالات إيمانية لمن يواظب عليها حيث إنها بمثابة الفارق بين أهل النفاق والمؤمنين، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، إذ تحمل فضلًا كبيرًا وأجرًا عظيمًا لمن حافظ عليها في وقتها، فهي براءة للمسلم من النفاق وعلامة على صدق الإيمان، وقد يتساءل البعض هل يُعد النوم عن صلاة الفجر من علامات النفاق؟ وفي السطور التالية نتعرف الحكم الفقهي لهذه المسألة.
هل النوم عن صلاة الفجر من علامات النفاق؟
وفي هذا السياق، كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن حكم هل النوم عن صلاة الفجر من علامات النفاق؟ قائلاً "لا يعد حراما ما لم يكن متعمدًا".
ونفى الدكتور علي جمعة في منشور سابق له على صفحته بموقع فيسبوك، أن يكون النوم عن صلاة الفجر من علامات النفاق في حالة غلب الشخص النوم، فإنه لا يعد متعمدًا ويُرفع عنه القلم، مستشهدا بأنه "يُرفع عن من نام" ولا يعد ذلك حرامًا.
وأكد الدكتور علي جمعة أنه إذا غلب الشخص النوم وفاتته صلاة الفجر فلا إثم عليه لأن القلم رفع عن 3 بينهم النائم حتى يفيق، محذرًا "إذا كان هذا نظام حياة أن ينام مع أذان الفجر ويستيقظ بعد الظهر يوميا فهنا لا يرفع عنه القلم، لأنه لن يصلى الفجر نهائيًا بحجة أنه نائم فهذا خطأ ولا يجوز شرعًا".
الفرق بين صلاة الفجر والصبح
وفي إطار توضيح الفرق بين صلاة الفجر والصبح، أكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن صلاة الفجر وصلاة الصبح هما اسمان للصلاة المفروضة ذاتها والتي يؤديها المسلم بعد طلوع الفجر الصادق وقبل شروق الشمس.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، في تصريحات تلفزيونية سابقة، أن "صلاة الفجر والصبح هما لفظان يطلقان على الفرض، وكلاهما يطلقان على السنة، فإذا قال المسلم صليت الفجر، فإن قصده ينصرف إلى الفرض والسنة معًا."
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن القاعدة الفقهية هنا تقول إنه "إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا"، موضحا أن ذلك يعني أنه إذا ذكرت كلمة "الصبح" وحدها، فالمقصود بها الصلاة المفروضة، أما إذا قُرنت مع كلمة "الفجر" "كأن يقول المصلي: "صليت الفجر والصبح"، فإن المقصود هو أداء السُّنة والفرض.
فضل صلاة الفجر في وقتها
1. تجلب الرزق الواسع يقول عليه الصلاة والسلام: «اللهم بارِكْ لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سَرِيَّةً أو جيشًا بعثهم أولَ النهارِ، قال : وكان صخرٌ تاجرًا فكان يبعثُ في تجارتِه أولَ النهارِ فأثْرَى وكثُرَ مالُه».
2. تطرح البركة في الرزق.
3. طيب النفس وصفائها.
4. حصد الحسنات صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم كما أنها من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم.
5. الحفظ في ذمّة الله، فهو ضمان الله -سبحانه وتعالى- وأمانه وعهده، وليس لأحدٍ أن يتعرّض للمصلّي بسوء.
6. شهادة الملائكة له وتشريف من الملائكة برفع أسماء من صلّى الفجر لله عز وجل.
7. دعاء الملائكة واستغفارها لمن يصلي الفجر.
8. أجر قيام الليل فصلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة.
9. دخول الجنة لمن يصلّي الفجر، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).
10. أجر حجة وعمرة .
11. صلاة الفجر تجعل الإنسان فى ذمه لله طوال اليوم.
12. رؤية الله سبحانه وتعالى فصلاة الفجر لها في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، فـ صلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر «وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا»، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة الفجر .
13. هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، فقد وَرَدَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها ».
14. صلاة الفجر في جماعة أنها النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة».
15. صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: «مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله».
16. صلاة الفجر من أسباب النّجاة من النّار.
17. فيها البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال:«مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»، متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر، وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة.
18. أنها ضمانُ للمسلم -بالتزامه بـ صلاة الفجر - بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق.
19. تقي من عذاب الله وغضبه وعقابه.