أثارت تصريحات الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو حول تشكيل “جيش دولي قوي” لفرض العدالة على فلسطين نقاشًا واسعًا بشأن أبعادها وتداعياتها المحتملة.
وفي هذا السياق، يرى الدكتور أحمد فؤاد أنور أن هذه الدعوة لا يمكن قراءتها بمعزل عن التحولات الدولية المتسارعة، وتصاعد موجة الرفض للانحياز الأمريكي لإسرائيل، إلى جانب ما يشهده المشهد من مبادرات وتحركات إقليمية ودولية داعمة للقضية الفلسطينية.
أحمد فؤاد أنور: دعوة بترو قد تحمل تنسيقًا مع قوى عظمى لمواجهة التغطرس الأمريكي
قال أستاذ السياسة أحمد فؤاد أنور في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن التصريحات الصادرة عن الرئيس الكولومبي غوستافو بترو بشأن تشكيل “جيش دولي قوي” قد لا تكون مجرد مبادرة رمزية، وإنما من الممكن أن تكون منسقة مع قوى عظمى مثل الصين أو روسيا، في إطار السعي لإضعاف النفوذ الأمريكي المتغطرس.
وأوضح أن استمرار العدوان الإسرائيلي وما يصاحبه من شطط وإبادة وسعي محموم لضم المزيد من الأراضي، سيؤدي بالضرورة إلى بروز تنظيمات جديدة، سواء كانت قوى دولية متعاطفة أو حركات داخلية، تهدف إلى كبح هذا العدوان ووقفه.
وأشار أنور إلى أن المواقف المتصاعدة قد تتطور إلى أشكال غير تقليدية من التعاون، مثل تبادل الخبرات الاستخباراتية أو تصدير الأسلحة وتوفير الدعم الفني والعسكري، خاصة إذا ما استمر الاستفزاز للرأي العام العالمي.
وأكد أن وجود امتدادات لحركات المقاومة في مناطق مثل أمريكا اللاتينية، حيث توجد بيئة متعاطفة وداعمة، قد يجعل تأثير هذه الدعوات بالغ الخطورة في المرحلة المقبلة.
وأضاف أن غياب العدالة الدولية والانحياز الأمريكي الواضح لإسرائيل سيدفع نحو مسارات غير تقليدية، ليس فقط على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، بل أيضًا من خلال “الحلول الخشنة”، سواء عبر دعم حركات المقاومة بشكل علني أو من خلال حركات تحت الأرض مشابهة لما حدث تاريخيًا عندما دعمت الصين واليابان حركات التحرر الفلسطينية.
واعتبر أن هذه التطورات تأتي في سياق تحولات أوسع، منها انضمام قوة بحرية إيطالية وإسبانية إلى أسطول إغاثي متجه إلى غزة، وكذلك الحديث عن قوات عربية وإسلامية مرشحة للإشراف على المرحلة الانتقالية في القطاع، وهو ما يبرهن أن النضال ضد العدوان سيتحقق في وقت قريب