مع اقتراب حلول فصل الخريف، وما يحمله معه من تغيرات مناخية وقرارات تنظيمية مرتبطة بمواعيد غلق وفتح المحال التجارية والمطاعم والمقاهي، تتجدد النقاشات داخل الشارع المصري حول مدى تأثير هذه الإجراءات على مختلف مناحي الحياة اليومية.
فبينما ينظر إليها البعض باعتبارها خطوة ضرورية لتنظيم الأسواق وترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على النظام العام، يرى آخرون أنها قد تترك انعكاسات مباشرة على حركة البيع والشراء، وأنها تمس في جوهرها قدرة الأسر على تلبية احتياجاتها وتؤثر على نشاط صغار التجار والعاملين في القطاع الخدمي.
وفي ظل التحديات الاقتصادية التي يمر بها المواطن، تزداد أهمية هذه التساؤلات حول ما إذا كانت هذه القرارات ستسهم في تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة اليومية وضمان استمرار عجلة الاقتصاد في الدوران.
حمدي عرفة: تغيير مواعيد غلق المحلات في الخريف لا يؤثر على الناتج القومي.. والأثر الأكبر ينعكس على ترشيد الطاقة وسلوك المستهلك
قال الدكتور حمدي عرفه استاذ الاداره الحكوميه والمحليه وخبير استشاري البلديات الدوليه في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن في مصر غالبًا يتم تعديل مواعيد غلق المحلات مع بداية فصلي الخريف والشتاء بحيث تغلق في وقت أبكر من فصل الصيف، مراعاة لظروف الطقس وترشيد استهلاك الكهرباء والطاقة وان الاستهلاك المحلي: تقليل ساعات عمل المحلات قد يخفض نسبيًا حجم المبيعات اليومية (خاصة في قطاعات المطاعم والمقاهي والأنشطة الليلية) وفيما يتعلق بالكهرباء والطاقة: الترشيد في الإضاءة والتكييف والتشغيل يقلل استهلاك الطاقة، ما يخفف الضغط على شبكة الكهرباء ويوفر عملة صعبة كانت ستصرف على استيراد الوقود.
واوضح عرفه إن الأثر على الناتج القومي (GDP) يتأثر بعوامل ضخمة (الزراعة، الصناعة، الخدمات، التجارة الخارجية) تغيير مواعيد المحلات تأثيره يكون محدودًا جدًا على الناتج القومي الإجمالي، لأنه يخص شريحة معينة (التجزئة والأنشطة التجارية الليلية) في المقابل، الوفر في الطاقة وتحسين الكفاءة التشغيلية قد يعوض هذا النقص أو حتى يفوقه على المدى المتوسط وان التأثير النفسي والاجتماع يتمثل في ان المواطنين يتأقلمون بسرعة مع المواعيد الجديدة، وبالتالي النمط الاستهلاكي يتغير لكنه لا يختفي (الشراء يحدث قبل الغلق بدلاً من بعده).
قد يشجع ذلك على تنشيط التسوق الإلكتروني، مما يفتح فرصًا جديدة في الاقتصاد الرقمي.
وتابع عرفه بقوله ان تغيير مواعيد غلق المحلات في الخريف لن يؤثر تأثيرًا ملموسًا على الناتج القومي المصري.
وانهي حديثه قائلاً الأثر الأكبر يكون على سلوك المستهلك، وترشيد الطاقة، وعلى بعض القطاعات المحدودة مثل الكافيهات والمطاعم الليلية.