قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نسيت ما نذرت لله فماذا أفعل وهل علي ذنب إذا لم أوف به؟ ..لجنة الفتوى توضح

حكم نسيان النذر
حكم نسيان النذر

ورد سؤال الى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية عبر صفحتها الرسمية بالفيسبوك يقول صاحبه : نذرت لله نذرا إن حدث شيء كنت أتمناه سأفعل كذا وكذا ومرت الأيام وحدث ما كنت أتمناه لكن نسيت ما نذرت به ، فماذا أفعل الآن ؟ 

 أجابت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف على هذا التساؤل موضحة أن النذر هو التزام المسلم بطاعة يتقرب بها إلى الله تعالى لم تكن واجبة عليه من قبل، فإذا نذر المسلم شيئاً فيه قربة لله وجب عليه أن يفي بما التزم به، استناداً لقوله تعالى: {وليوفوا نذورهم}، ومدحه سبحانه لعباده بقوله: {يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً}.

 كما استدل العلماء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه".

وقد بيّن كثير من أهل العلم أن النذر المعلق على شرط أمر مكروه، كأن يقول أحدهم: إن شفى الله مريضي صمت شهراً، أو إن نجح ولدي في الامتحان صليت ألف ركعة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر من هذا النوع من النذور بقوله: "لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل"، وهو ما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما حيث قال: نهى النبي عن النذر وقال: "إنه لا يرد شيئاً وإنما يستخرج به من البخيل".

 كما أخرجه مسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنذروا، فإن النذر لا يغني من القدر شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل".

 وسبب الكراهة أن النية في هذا النذر لا تكون خالصة لله، بل مبنية على نوع من المعاوضة، فكأن القائل يشترط: إن تحقق الشرط تقرّب، وإن لم يتحقق لم يفعل شيئاً، وهذه صورة من صور البخل حيث لا يقدم على إخراج شيء إلا بعوض يرجو حصوله.

ومع أن النذر المعلق مكروه إلا أن الوفاء به يصبح لازماً لما ورد من الأحاديث الصحيحة، ولإجماع العلماء على وجوب الوفاء بالنذر، بل قد يتجاوز الأمر الكراهة إلى التحريم إذا اعتقد الشخص أن حصول الشفاء أو النجاح كان بسبب النذر ذاته، وهذا الاعتقاد خاطئ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نبّه بوضوح فقال: "إنه لا يرد من القدر شيئاً".

 وقد أوضح الإمام القرطبي رحمه الله هذه المسألة مؤكداً أن هذا الاعتقاد يخرج النذر من باب القربة إلى باب المحظور.

أما بالنسبة لمن نذر شيئاً ثم نسيه ولم يعرف هل كان النذر صلاة أو صياماً أو صدقة أو غير ذلك، فبيّنت لجنة الفتوى أن الواجب عليه في هذه الحالة أن يكفّر كفارة يمين، وذلك كما جاء في قوله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان}.

 وقد قاس العلماء النذر المبهم على اليمين، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كفارة النذر كفارة اليمين"، وهذا هو القول الراجح عند جمهور الفقهاء.