قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سعيد الزغبي: خطة ترامب تمنح إسرائيل الأمن وتترك غزة ملفا إنسانيا بعيدا عن السياسة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تثير الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة موجة واسعة من الجدل، لما تتضمنه من بنود اعتبرها مراقبون انحيازاً صارخاً لإسرائيل وتجاهلاً للحقوق الفلسطينية الجوهرية. 

وبينما تسوق الخطة كخطوة دبلوماسية تهدف إلى إرساء “السلام”، يؤكد محللون سياسيون أنها ليست سوى امتداد للسياسات الأمريكية التقليدية المنحازة، وأنها تسعى بالأساس إلى تثبيت المكاسب الإسرائيلية وإخراج القضية الفلسطينية من سياقها السياسي إلى مجرد ملف إنساني وأمني.

قال استاذ السياسة سعيد الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد ما أشبه اليوم بالبارحة، فبين صفقة القرن والخطة الترامبية تتأرجح غزة بين واشنطن وتل أبيب، فيما دفع الشعب الفلسطيني ثمناً فادحاً تجاوز 62 ألف شهيد.
 

وأكد الزغبي أن الخطة التي طرحت على أنها حل شامل لإنهاء الحرب تتضمن وقف إطلاق النار، إعادة الإعمار، وتشكيل حكومة انتقالية عبر قوة دولية، مضيفاً أن ترامب يسعى من خلالها إلى الظهور بمظهر صانع السلام، طامحاً في نوبل للسلام، وباحثاً عن دور عالمي.
 

وشدد على أن أي خطة يكون محورها ترامب ونتنياهو مع غياب الفاعلين الفلسطينيين الأساسيين  سواء السلطة أو حماس “تفقد مصداقيتها منذ البداية.”

وأوضح الزغبي أن الخطة تمنح إسرائيل عدة مكاسب رئيسية، أولها شرعية دولية تسمح لها بالخروج من حرب مكلفة دون أن تعتبر مهزومة، وثانيها إضعاف حماس سياسياً عبر استبعادها من أي دور رسمي وهو ما يعني إخراجها من المعادلة السياسية، أما ثالثها فهو استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على حدود غزة بما يضمن لها الأمن دون تحمل أعباء إعادة الإعمار.

وبين الزغبي أن الجانب الفلسطيني يحصل على بعض المكاسب، لكنها تبقى محدودة، مثل وقف نزيف الدماء عبر إيقاف القصف والعمليات العسكرية وهو إنجاز إنساني، وإعادة إعمار غزة بضخ أموال عربية ودولية لإعادتها إلى الحياة، إضافة إلى الإفراج عن الأسرى وهي خطوة معنوية مهمة لكنها لا ترقى لمستوى المطالب الفلسطينية الجوهرية كإقامة الدولة والقدس وعودة اللاجئين.

وحذر الزغبي من أن الخطة تواجه عقبات جدية، مشيراً إلى أن إقصاء حماس يجعل التنفيذ شبه مستحيل لأنها الطرف الذي يسيطر على الأرض والسلاح، كما أن الخطة تفتقر لرؤية واضحة للدولة الفلسطينية إذ تركز على غزة ككيان إنساني وأمني لا كجزء من دولة مستقلة، فضلاً عن صعوبة تطبيق فكرة القوات الدولية في بيئة غزة المعقدة ورفض الفصائل المسلحة، إلى جانب الفجوة التي قد تنشأ مع بعض الدول العربية التي تشترط انسحاباً إسرائيلياً كاملاً وضمانات أوسع للفلسطينيين.

واستطرد الزغبي قائلاً الخطة في جوهرها ليست سوى صفقة تهدئة طويلة، تحفظ لإسرائيل أمنها وصورتها، بينما تقدم للفلسطينيين مكاسب إنسانية محدودة، لكنها لا تمس جذور الصراع ولا تعالج قضاياه الكبرى: الدولة، السيادة، القدس، والحدود.

وأضاف قد تحقق الخطة نتائج ملموسة على المدى القصير مثل وقف القتال وإعادة الإعمار واستقرار نسبي، لكنها على المدى البعيد تصب في صالح إسرائيل، عبر إقصاء حماس وتحويل غزة إلى ملف إنساني  اقتصادي بعيداً عن الحل السياسي الشامل.
 

وختم الزغبي تصريحاته قائلاً: “من دون ضمانات متبادلة من إسرائيل وحماس تبقى الخطة مجرد وهم، لكن إذا تحققت تلك الضمانات وأقرت دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية، فقد تنجح الخطة وتصبح خطوة حقيقية نحو السلام.”