تُعرف غابات الأمازون المطيرة بـ"رئة الكوكب" لدورها المحوري في تنظيم المناخ وحماية التنوع البيولوجي العالمي غير أن أهميتها لا تقتصر على البيئة فقط، بل تمتد لتشمل صحة ملايين البشر، وفق ما كشفته دراسة حديثة.
دراسة تكشف الترابط بين صحة الإنسان والنظام البيئي
نشرت مجلة كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت دراسة أجراها باحث من الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، أوضحت أن غابات الأمازون تشكل حاجز وقائيا ضد ما يقرب من 30 مرضاً يهدد حياة نحو 33 مليون شخص يعيشون في المنطقة.
الدراسة، التي امتدت من عام 2001 حتى 2019، تناولت 27 مرضاً، بينها السكتة الدماغية وسرطان الرئة والملاريا والربو وداء الليشمانيات.
وأظهرت النتائج أن المناطق القريبة من الغابات، خصوصاً المملوكة للشعوب الأصلية، سجلت معدلات أقل للإصابة بهذه الأمراض.
أرقام مقلقة عن الوفيات المبكرة
أظهرت بيانات الدراسة أن حرائق الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية بين عامي 2002 و2011 تسببت في نحو 2906 حالة وفاة مبكرة سنوياً بسبب أمراض القلب والجهاز التنفسي.
وتبرز هذه الأرقام الدور الحيوي للغابات في تقليل المخاطر الصحية والتخفيف من آثار التلوث الناتج عن الحرائق.
عوامل تفاقم الأزمة
تؤكد الدراسة أن التغير المناخي يضاعف من خطورة الحرائق من حيث شدتها واتساع نطاقها.
وتشير آنا فيليبا بالميريم، أستاذة بجامعة بارا الفيدرالية، إلى أن "الحياة اليومية تتوقف خلال الحرائق، ويضطر كبار السن والأطفال للبقاء في المنازل لتفادي المستشفيات".
كما أن التوسع الزراعي، وقطع الطرق، وحفر النفط، ومشاريع الطاقة الكهرومائية، تزيد من تدمير الغابات وتضاعف فرص انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض المنقولة بالنواقل.
فوائد لا تُقدّر بثمن
تؤكد باولا بريست، منسقة برنامج "الغابات والمراعي" بالاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أن غابات الأمازون توفر فوائد صحية مباشرة لملايين البشر، وتشدد على أن حماية حقوق ملكية الأراضي للشعوب الأصلية تُعد وسيلة فعالة للحفاظ على الغابات وضمان استدامة منافعها.
تحديات الحاضر وآفاق المستقبل
رغم هذه الفوائد، تواجه الأمازون تهديدات متزايدة بفعل إزالة الغابات والتوسع الزراعي والتعدين.
كما تثير المزادات البرازيلية الأخيرة للتنقيب عن النفط في حوض الأمازون قلق المجتمعات المحلية بشأن تأثيرها على البيئة والصحة.
وتخلص الدراسة إلى أن مستقبل الأمازون يحتاج إلى سياسات شاملة تربط بين حماية البيئة والصحة العامة، باعتبارها خط الدفاع الأول ضد التغير المناخي والأوبئة المحتملة.