قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إبراهيم النجار يكتب: خطة ترامب.. هل تنهي الحرب فعلا؟!

إبراهيم النجار
إبراهيم النجار

بينما كان ترامب، يقرأ رد "حماس". ويروج له البيت الأبيض، بـ صانع السلام. انفجر الفرح هنا. بعد أن أعتاد هؤلاء البشر، علي كل أنواع الانفجارات. إلا انفجار الفرح. جوع وقتل وقصف. قد ينتهي يوما ما. نبأ كاف كي يخرج أهالي قطاع غزة، للاحتفال. "حماس"، قالت نعم "جزئية"، علي خطة ترامب. ونتانياهو، أيضا قال نعم "جزئية". نعمان منقوصتان. لكنهما كانتا كفيلتين بفرح عارم، لهؤلاء الجائعين المهجرين المبادين بحرب إسرائيلية غير مسبوقة.
الخطة لم تنهي الحرب حتي اللحظة. بيد أن الجميع باتوا يدركون شخصية الرجل. فالرجل متعطش لجائزة نوبل للسلام. و"حماس"، تعي هذا جيدا. فخرجت لتشيد به وبخطته. وتقدم نعم مبدئيا، تتعلق بتبادل المحتجزين والأسري. أما ما تبقي فبتفاوض مقبل. وعندما رأي نتانياهو، كيف قلبت "حماس"، الطاولة، وخاطبت سيكولوجية ترامب، وأدخلت الفرح لقلبه بكلمة نعم. حتي وإن كانت ليست كاملة. لم يجد بدا من أن يغازل نرجسيته. فخرج مكتب نتانياهو، ليؤكد بدء تنفيذ المرحلة الأولي من الخطة فورا. من أجل إطلاق الرهائن والمحتجزين، مقابل الأسري. هنا بدأ المشهد الأول، في قضية الادراك السياسي. "حماس"، لم تقل نعم للخطة. بل قالت نعم لبند واحد فقط. بند التبادل. كلمة واحدة من أصل عشرين بندا في خطة ترامب. لكنها كانت كافية لتدير ماكينة الفرح في واشنطن. وإعادة ترامب، لمركز الضوء. أما البنود التي سكتت عنها، فكانت الأخطر. لم تقل شيئا عن نزع السلاح ولا تسليم الحكم ولا عن الانسحاب المرحلي، ولا عن هيئة التكنوقراط التي ستدير غزة. ولا عن مجلس السلام، برئاسة ترامب نفسه. ولا عن دولة فلسطينية مستقبلية. وحين قرأ نتانياهو، التغريدة، أصيب بالارتباك. فقال نعم لكسب الوقت، ليخفي حيريته وليظهر وكأنه المتناغم مع البيت الأبيض. بينما هو في داخله، يعيد الحسابات. فهو يدرك أن "حماس"، لم تتنازل عن شيء جوهري. وأنها لا تزال تحتفظ بسلاحها وتسيطر علي الأرض. لكن لا بأس، يكفي أن يمر الوقت، وأن تهدأ الضغوط الدولية. فكل تأخير هو مكسب، وكل بيان تهدئة مؤقتة هو استراحة بين جولتين. 
هكذا تلاعب الطرفان بالرد. كل بطريقته. فـ "حماس"، تداعب غطرسة وغرور ترامب. ونتانياهو، يساير وهمه. وترامب في الوسط يوزع الابتسامات، ويحلم بجائزة نوبل. فلا الحرب انتهت ولا السلام بدأ. بينما يستمر قصف غزة. التي لا زالت تحلم بهدنة حقيقية. الجميع يلعبون في زمن يشتري الوقت لا النتائج. 
ويبقي السؤال مطروحا وبقوة. من الرابح الحقيقي في هذه الجولة؟ الجواب لا يحتاج تحليلا استراتيجيا. فالرابح الوحيد هو الوقت. الوقت الذي يهرب من الجميع. الوقت الذي ينسج خيوطه حول قطاع غزة، الذي يموت كل يوم. حول جماعة بشرية، ما عادت تعرف لمن تقول لا ولمن تقول نعم. ولا أيهما أخطر، الرفض أم القبول أم السكوت أم التصفيق. وبعد كل هذا الجميع يعلم أن العبة لم تنتهي بعد. نعم "جزئية"، أشعلت أمل السلام. لكنها ما زالت تلاعب الوقت والموت. الذي تجره الحرب. وترامب، خرج فرحا. ونتانياهو، خرج مترددا. و"حماس"، خرجت تبحث عن مخرج. أما غزة، فبقيت في مكانها تحصي الركام وتنتظر غدا جديدا سيجيء يوما ما.