لنا أن نفخر ونتفاخر بجيش له منعة، ليست فقط في القوة العسكرية، بل، في الإرادة والصبر والرباط؛ من أجل تحقيق غاية النصر والانتصار، على عدو ظن أنه امتلك من المقومات والقدرات ما يجعله لا يقهر؛ لكن عقيدة المؤسسة العسكرية أكدت معنى واحدًا لا تبديل ولا تغيير في مكنونه؛ حيث النصر أو الشهادة، وهنا، أضحى اليقينُ بتوفيقِ الله – تعالى – راسخًا في الأفئدةِ التي لا تخشى النزالَ ولا الموتَ؛ فإما الكرامة وإما الشهادة في سبيل الله – عز وجل – وحفاظًا على مقدرات الوطن الغالية.
طريق النصر يتأتى من إخلاص في خدمة البلاد والعباد، عبر مهام نوعية نُكلَّف بها؛ ومن ثم يقوم الفعل على اليقين، الذي في خضمه يستمد الإنسان المقدرة على العطاء، ويتقد فكره من أجل التغلب على التحديات والصعوبات، ويدرك أن النصر صبر ساعة، وهذا ما تحلى به رجال القوات المسلحة المصرية، في حرب العزة، مع عدو توهم أنه صلب لا يكسر؛ لكن عقيدة الشجعان، والقوة والإصرار، اللذان نبَعَا من تدريب على التحمل، عظم من القدرات القتالية، فحققت النصر المبين.
في خضم ذكرى أكتوبر 1973م نوقن أن مؤسستنا العسكرية، تعد مصنع الرجال، الذين يصنعون بفضل الله – تعالى – البطولات، ويسطرون الملاحم؛ كونها مؤسسة عريقة تشكل الوجدان قبل البنيان، وتغرس القيم التي تُعظّمُ قدرَ ومقدار الانتماء والولاء والإخلاص، كما تعزز في صدور الأبطال، أن شرف الشهادة غاية في حد ذاتها، وأن صون مقدرات هذا الوطن، يقوم على ماهية الانضباط والبذل والعطاء، وأن عزة الوطن وصون كرامته، من شرف العسكرية المصرية في المقام الرئيس.
ندرك أن مؤسستنا العسكرية، تضع في قمة أولوياتها حماية أمننا القومي بكل أبعاده، ولا تسمح بتجاوز الحدود بكل أنواعها؛ ومن ثم نعي مقدار المسؤولية، التي تقع على عاتق جيشنا العظيم، الذي سطر البطولة الخالدة في الوجدان المصري؛ فصارت الذكرى تتناقلها الأجيال، لتعلم يقينًا أن المجد يقوم على الفداء والتضحية، وأن الانكسار لا تعرفه القلوب، التي تربت على الشرف والأمانة، وأن الحضارة لا يحميها إلا سيفًا بتّارًا، وأن السلام لا يتحقق إلا بإذعان قوة الحق، التي تسود في نهاية المطاف.
نفقه فلسفة قوة الحكمة، وحكمة القوة، التي تحدثت عنها قيادتنا السياسية الرشيدة؛ حيث لا مجال في خوض حروب تأكل الأخضر واليابس، وتهلك الحرث والنسل، وتضير بالبشر والحجر، والأحرى بنا أن نمضي في نهضتنا، واستكمال مراحل مشروعاتنا القومية، التي تخرجنا من حيز العوز إلى واحة العزة وجودة الحياة؛ لكن من يحاول أن يجور علينا، أو يتعدى حدوده غير المشروعة؛ فلن يجد إلا جيشًا جرارًا، من مؤسسة قادرة، وشعب مرابط، يصطف خلف قيادته ومؤسساته الوطنية، وهذا دون مواربة أحد الدروس المستفادة من حرب العزة والكرامة، التي استرجعنا فيها كامل حقوقنا، ووضعنا شروط السلام العادل، بكل ثقة ورسوخ.
إن ثمرةَ العقيدةِ التي تكمن في اليقين، تجعلنا نثق بصورة مطلقة في مؤسستنا العسكرية، وفي القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، على الدوام؛ فقد انتصر الجيش، ووضع ركائز نهضة البلاد، من خلال فرض الأمن والأمان، ووضع سياج الطمأنينة في قلوب المصريين؛ ومن ثم نثمن الجهود المتواصلة، التي تسهم في تطوير مؤسسة الشعب؛ كي تكون على جاهزية لردع كل من تسول له نفسه النيل من هذا الوطن العظيم بمنتسبيه وتاريخه وجغرافيته.
سنظل داعمين مصطفين مؤيدين، لمسيرة رُقِيِّ كيانِ الكرامة، وسنظل على رباط مع مؤسساتنا وقيادتنا ما حيينا؛ فقد رأينا بعين اليقين أن من يمتلك سيفًا ودرعًا ويحظى باللحمة والتماسك؛ فإن عقيدته الراسخة تنبت في القلب يقينًا وإيمانًا؛ فلا يخشى النزال لثقته في نصرة الله – تعالى – كما لا تستميله الشدائد مهما بلغت.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.