لاشك أن من الأهمية معرفة فضل الدعاء بعد الوضوء ، حيث تزيد الحرص ومن ثم الاغتنام والفوز، ولعل كثرة النصوص والوصايا النبوية الشريفة باغتنام فضل الدعاء بعد الوضوء وعدم التفريط فيه بأي حال من الأحوال، تدل على أهمية معرفة فضل الدعاء بعد الوضوء ، اتباعًا لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ونيل رحمات ونفحات الدعاء بعد الوضوء .
فضل الدعاء بعد الوضوء
ورد أن فضل الدعاء بعد الوضوء عظيم، حيث يفتح لمن يدعو به أبواب الجنة الثمانية، كما ورد في السنة أن من توضأ وأحسن الوضوء ثم قال الدعاء المأثور، فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، وهذا يشمل دعاء الشهادة أو غيره، بالإضافة إلى ذلك، يُغفر لمن يقول الشهادة بعد الوضوء ما بين الوضوءين.
فضائل الدعاء بعد الوضوء
- فتح أبواب الجنة الثمانية: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ".
- الصفح والغفران ورفع المنازل.
- مغفرة الذنوب: يغفر لمن توضأ وأحسن الوضوء ثم قال: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ" ما بين الوضوءين.
- المزيد من الدعاء الذي يجمع الخيرات الثلاثة: ورد في السنة أيضًا دعاء آخر وهو: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي".
- أجر عظيم: الدعاء بعد الوضوء يجمع الأجر والثواب العظيمين، وفيه طهارة ظاهرية وباطنية للإنسان.
- يسقيك من حوض نبيك كأسًا لا تظمأ بعده أبدًا.
- يبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .
- يثبت قدميك على الصراط.
سنن بعد الوضوء
لم نقف على دليل في أن من السنة رفع السبابتين أو إحداهما عند الذكر الوارد بعد الوضوء، ولكن يشرع لمن أتم وضوءه أن يرفع يديه وبصره ويدعو بما صح من الأدعية المأثورة بعد الوضوء.
وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ ـ أَوْ فَيُسْبِغُ ـ الْوَضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ، وفي الترمذي: اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين.
وقال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم رفع طرفه إلى السماء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
وجاء في الموسوعة الفقهية: فنص الشافعية والحنابلة على أنه يسن أن يقول المتوضئ عقب فراغه من الوضوء وهو مستقبل القبلة وقد رفع يديه وبصره إلى السماء: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
ورد فيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كانت قد حرص وأوصى بترديد الدعاء بعد الوضوء والذي يجمع الخيرات الثلاثة، وهي: « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي».
و فيما رواه النسائي في سننه الكبرى، أن أبو موسى -رضي الله عنه، قال أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتوضأ فسمعته يدعو يقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي»، قال: فقلت: يا نبي الله لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: «وهل تركن من شيء».

