الأيام البيض، تلك الأيام التي يغفل عنها كثيرون رغم فضلها العظيم وأجرها الكبير، حيث أن صيام الأيام البيض ليس مجرد عبادة بل هو سنة نبوية عظيمة تجمع بين الثواب الجزيل والفائدة الجسدية والنفسية وتعيد للمسلم توازنه الروحي وسط ضجيج الحياة ومشاغلها اليومية.
ما هي الأيام البيض؟
الأيام البيض هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، وسميت بهذا الاسم لأن لياليها يكتمل فيها القمر فيكون أبيض منيرًا في السماء، فبدت الأرض مضاءة بضيائه فسميت الأيام البيض.
وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على صيامها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر كله» رواه البخاري ومسلم. وتفسير الحديث أن الحسنة بعشر أمثالها، فصيام ثلاثة أيام يعادل صيام ثلاثين يومًا في الأجر، أي كأن المسلم صام الشهر كله.
موعد صيام الأيام البيض
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الأيام البيض من شهر ربيع الآخر، هي كالتالي:
- الأحد 13 ربيع الآخر - 5 أكتوبر 2025
- الاثنين 14 ربيع الآخر - 6 أكتوبر 2025
- الثلاثاء 15 ربيع الآخر - 7 أكتوبر 2025
فضل صيام الأيام البيض
ويعد صيام الأيام البيض من السنن النبوية المستحبة التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى بها أصحابه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام. وهذا يدل على حرص النبي الكريم على أن تبقى هذه السنة عادة متصلة في حياة المسلم لما فيها من تهذيب للنفس وتقوية للإيمان.
وجاء تحديدُها بذلك في الأحاديث النبوية الشريفة؛ منها: حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ» رواه النسائي وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".
أمَّا الأيام الستة من شهر شوال فهي تلك الأيام من شوال التي يُندَب صيامُها بعد شهر رمضان ويومِ الفطر؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» رواه مسلم في "صحيحه" من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
وتابعت دار الإفتاء: ولكن هذه الأيام لا تُعرَف بالأيام البيض في الاصطلاح الفقهي ولا الشرعي، إلا أنَّ هذا الإطلاق الشائع بين الناس له وجهٌ صحيح من اللغة؛ فإنَّ الغُرَّة في الأصل: بياضٌ في جبهة الفرس، فيجوز تسمية البياض غُرَّةً والغرة بياض على جهة المجاز بعلاقة الحاليَّة والمحلية، وقد سَمَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأيام البيضَ بالغُرِّ فقال: «إِنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُمِ الْغُرَّ»؛ أَي الْبِيض. رواه الإمام أحمد والنسائي وصححه ابن حبان.