تراجعت أسعار النفط اليوم الخميس بعد أن توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى المرحلة الأولى من خطة لإنهاء الحرب في غزة، مما خفّف من حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، في حين ضغطت قوة الدولار الأمريكي على السلع الأساسية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 34 سنتًا أو ما يعادل 0.51% لتسجل 65.91 دولار للبرميل، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 38 سنتًا أو 0.61% ليصل إلى 62.17 دولارًا للبرميل.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أن إسرائيل وحماس توصّلتا إلى اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، ضمن خطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في القطاع الفلسطيني.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيعقد اجتماعًا للحكومة في وقت لاحق اليوم للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار.
وقد ساعدت الحرب في غزة خلال الأشهر الماضية على دعم أسعار النفط، إذ كان المستثمرون يقيّمون المخاطر المحتملة على إمدادات النفط العالمية إذا ما توسّع الصراع ليشمل المنطقة بأكملها.
وكان التحالف، الذي يضم منظمة البلاد المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، قد اتفق يوم الأحد الماضي على زيادة إنتاجه في نوفمبر بكمية أقل من توقعات السوق، ما ساعد على تهدئة المخاوف من فائض المعروض.
وكانت الأسعار قد ارتفعت بنحو 1% أمس لتسجل أعلى مستوى في أسبوع، بعدما رأى المستثمرون أن تعثّر التقدم في التوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا يعني استمرار العقوبات المفروضة على روسيا.
وفي الولايات المتحدة، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس أن إجمالي المنتجات النفطية الموردة — وهو مقياس لاستهلاك النفط — ارتفع الأسبوع الماضي إلى 21.99 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2022.
وقال محللو جيه بي مورجان إن الطلب العالمي على النفط بدأ شهر أكتوبر بوتيرة أضعف، إذ تشير عدة مؤشرات استهلاك — منها حركة الحاويات في ميناء لوس أنجلوس، ورسوم مرور الشاحنات في ألمانيا، وحجم مناولة الحاويات في الصين — إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي.
وأضاف المحللون أن الطلب العالمي على النفط بلغ في الأيام السبعة الأولى من أكتوبر 105.9 ملايين برميل يوميًا، بزيادة قدرها 300 ألف برميل يوميًا عن العام الماضي، لكنه يقل بنحو 90 ألف برميل عن تقديرات البنك.
كما تباطأ معدل زيادة المخزونات العالمية من النفط الخام والمنتجات النفطية، إذ ارتفعت بنحو 8 ملايين برميل الأسبوع الماضي، وهو أبطأ ارتفاع خلال الأسابيع الخمسة الماضية.