قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال منشور جديد له عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: إن الله سبحانه وتعالى جعل نبيه صلى الله عليه وسلم رحمةً مهداة، فقال عز وجل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
وكان ﷺ يصف نفسه بقوله: «إنما بُعثت رحمةً مهداة». فهو الرحمة العظمى من رب العالمين إلى عباده أجمعين إلى يوم الدين. ومن مظاهر هذه الرحمة أنه ﷺ بُعث ليتمم مكارم الأخلاق، فقال: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
واضاف: ومن نماذج هذا التوجيه التربوي ما قاله رسول الله ﷺ لأشج عبد القيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة». رسول الله × وهو يتخلق بأخلاق الله سبحانه وتعالى، وهو يأمر الناس بما يحبه الله سبحانه وتعالى أحب الحلم والأناة في أشج عبد قيس، والحلم صفةٌ تكاد أن تتفلت فينا، وهي مفتاح كل خير، ومفتاح كل سلوكٍ طيب، بل هي مفتاح الاجتماع البشري الآمن، وهي مفتاح الحكمة ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة:269].
مفتاح كل خير
وبين أن الحلم هو الهدوء النفسي وضبط النفس، وهو مفتاح كل خير. به يتكلم الإنسان في موطن الحاجة إلى الكلام، ويمتنع عند الحاجة إلى الصمت.
صفة مدحها الرسول
ولفت الى صفه مدحقد مدح النبي ﷺ الصمت فقال: «إذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتًا فقد أوتي حكمة». وهذا مفتاحه الحلم، الهدوء النفسي، ولذلك إذا واجهت سلوكًا، أو فعلًا، أو كارثة، أو مصيبة فإن رد فعلك أمامها بالحلم يكون هادئًا؛ فهو يُعلِّم التوكل الصحيح على الله سبحانه وتعالى، ومن توكل على الله كفاه.
ونوه ان الحلم هو الذي يجعل المؤمن قادرًا على تنفيذ الوصية النبوية: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». بل جعل النبي ﷺ جزاء كظم الغيظ الجنة: «لا تغضب ولك الجنة».
وقد قال الله تعالى في وصف أهل الإيمان: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 134]. فكظم الغيظ لا يعني انعدام الغضب، بل يعني وجوده مع القدرة على ضبطه وتوجيهه في طاعة الله. مفتاح ذلك كله ألا تغضب، ثم إن جزاءك يوم القيامة الجنة