قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خروج تاريخي للجواز الأمريكي من قائمة «الأقوى عالميًا».. و«باسبور» عربي يُحقق إنجازًا غير مسبوق

جواز السفر الأمريكي
جواز السفر الأمريكي

في مفاجأة غير معتادة على الساحة الدولية، تراجع جواز السفر الأمريكي إلى المرتبة الثانية عشرة عالميًا، ليغادر للمرة الأولى منذ أكثر من عشرين عامًا قائمة أقوى عشرة جوازات سفر في العالم. هذا التراجع، الذي كشف عنه مؤشر "هينلي" لجوازات السفر، أثار تساؤلات واسعة حول رمزية القوة الأمريكية ومدى استمرار نفوذها الناعم في عالم يشهد تحولات جذرية في العلاقات الدولية وتوازنات القوة.

الولايات المتحدة خارج العشرة الكبار.. مؤشر على تحول عالمي

وفقًا لتقرير "هينلي"، الذي نقلته شبكة CNN بنسختها الإسبانية، أصبح جواز السفر الأمريكي يسمح بدخول 180 وجهة فقط دون تأشيرة مسبقة، متساويًا مع ماليزيا في المرتبة الثانية عشرة. وفي المقابل، تربعت سنغافورة على عرش القائمة بإتاحة دخول 193 وجهة، تلتها كوريا الجنوبية بـ190 وجهة، ثم اليابان بـ189 وجهة.
تشير هذه الأرقام إلى أكثر من مجرد تصنيف بيروقراطي، فهي تعكس حجم القبول الدولي والانفتاح الذي تتمتع به الدول على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي والسياحي.

تراجع النفوذ الناعم الأمريكي.. حين يفقد "الأصدقاء" الثقة

يرى خبراء السياسة والعلاقات الدولية أن التراجع الأخير لجواز السفر الأمريكي ليس مجرد صدفة، بل انعكاس مباشر لتراجع النفوذ الناعم للولايات المتحدة.
وقال كريستيان كايلن، رئيس شركة "هينلي آند بارتنرز": "الدول التي تتبنى سياسات انفتاح وتعاون مع العالم هي التي تحقق المكاسب الأسرع، بينما الدول التي تعتمد على إرث النفوذ القديم تجد نفسها تتراجع تدريجيًا".
وأضاف أن الولايات المتحدة أصبحت تواجه عزلة متزايدة في بعض الملفات، بعدما ألغت دول مثل البرازيل الإعفاء من التأشيرة للمواطنين الأمريكيين، كما فرضت كل من الصين وفيتنام قيودًا جديدة على دخول الأمريكيين، إلى جانب تشديدات أوروبية تشمل نظام التصريح الإلكتروني الجديد (ESTA) الذي يعقّد السفر حتى داخل الدول الحليفة.

الإمارات نموذج للانفتاح.. والعالم يعيد رسم خريطته

برزت الإمارات العربية المتحدة كإحدى قصص النجاح البارزة في مؤشر جوازات السفر العالمي، فقد قفز جواز السفر الإماراتي إلى المرتبة الثامنة عالميًا، متفوقًا على العديد من الدول الغربية الكبرى، ليتيح دخول 184 وجهة دون تأشيرة.
كما شهدت الصين تطورًا ملحوظًا، إذ ارتفع جواز سفرها من المرتبة 94 في عام 2015 إلى المرتبة 64 حاليًا، في دلالة على أن النفوذ الدولي أصبح يُبنى على التعاون والمرونة الاقتصادية أكثر من القوة العسكرية أو السياسية.

ترتيب القوى الجديدة في العالم.. من الشرق إلى الخليج

يُظهر التصنيف الأخير لمؤشر هينلي أن موازين القوة العالمية تشهد تحولًا تدريجيًا نحو الشرق والجنوب، فقد احتلت الدول الآسيوية الصدارة:

سنغافورة: 193 وجهة

كوريا الجنوبية: 190 وجهة

اليابان: 189 وجهة

ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، سويسرا، لوكسمبورج: 188 وجهة

النمسا، بلجيكا، فرنسا، هولندا، الدنمارك، فنلندا، أيرلندا: 187 وجهة

أما في المركز الثامن، فقد جاءت الإمارات العربية المتحدة إلى جانب المملكة المتحدة، متفوقة بذلك على كندا والولايات المتحدة نفسها، في مؤشر لافت على أن التحالفات التقليدية لم تعد تمنح بالضرورة القوة ذاتها.

عالم جديد.. وانعكاس على صورة أمريكا الدولية

يؤكد المراقبون أن هذا التراجع في ترتيب الجواز الأمريكي أكثر من مجرد مسألة إدارية، فهو يعكس تحولًا في صورة الولايات المتحدة أمام العالم.
فقد كانت واشنطن لسنوات طويلة رمزًا للحرية والانفتاح والوجهة الأولى للمهاجرين والسياح، لكنها اليوم تواجه تآكلًا تدريجيًا في مكانتها نتيجة السياسات المتشددة في منح التأشيرات، والتوترات مع عدد من الدول الصاعدة، والتغيرات في خريطة العلاقات الدولية بعد جائحة كورونا والحروب التجارية.
كما يشير الخبراء إلى أن تنامي قوى آسيوية وخليجية مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية والإمارات يمثل نموذجًا جديدًا للدبلوماسية المرنة والانفتاح الاقتصادي، وهي عوامل أصبحت اليوم تمنح الدول مكانتها في عصر العولمة الجديدة.

من كان بالأمس الأقوى عليه اليوم أن يعيد التفكير

خروج الولايات المتحدة من قائمة أقوى عشرة جوازات سفر في العالم ليس مجرد تراجع رقمي، بل هو إشارة رمزية إلى تغير موازين القوة الناعمة في القرن الحادي والعشرين.
العالم اليوم لم يعد يُدار فقط من العواصم الكبرى، بل من مراكز الانفتاح والتعاون، حيث تتفوق الدول التي تبني جسور الثقة على تلك التي تكتفي بتاريخها.
ومع هذا التحول، يبدو أن واشنطن مطالَبة بإعادة النظر في سياساتها تجاه السفر والهجرة والدبلوماسية العامة، إن أرادت أن تستعيد ما كان يومًا رمزًا لقوة لا تُنافس: جواز السفر الأمريكي.