قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وسط تصاعد الحرب الأوكرانية.. ترامب يعلن إلغاء اجتماعه مع بوتين في بودابست

ترامب وبوتين
ترامب وبوتين

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الاجتماع الذي كان من المقرر عقده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا أن اللقاء "لن يُعقد في المستقبل القريب" في ظل غياب مؤشرات على تحقيق تقدم حقيقي بشأن الأزمة الأوكرانية.

وقال ترامب، في تصريحات نقلتها وكالة أسوشيتد برس (AP)، إنه لا يريد "عقد اجتماع مهدَر لا يحقق أي نتيجة"، مضيفًا: "لن أُهدر وقتي في لقاء لا يحمل اختراقًا ملموسًا، سنرى ما سيحدث لاحقًا."

وكانت القمة المنتظرة بين الزعيمين الأمريكي والروسي قد جرى التحضير لها منذ مطلع أكتوبر الجاري، عبر قنوات دبلوماسية ضمت وزيري الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والروسي سيرغي لافروف. ووفقًا لما نشرته صحيفة ذا غارديان البريطانية، فقد أظهرت الاتصالات التمهيدية "خلافات جوهرية في المواقف"، ما أدى إلى تعليق الاستعدادات رسمياً قبل أيام فقط من الموعد المقترح.

عقبات دبلوماسية ولوجستية

وأشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى أن الخلاف بين الجانبين لا يقتصر على مضمون المفاوضات حول الحرب في أوكرانيا، بل يشمل كذلك الظروف السياسية والقانونية لعقد القمة، إذ يواجه الرئيس الروسي صعوبات تتعلق بتنقله في أوروبا بسبب مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي جعل مجرى اللقاء في بودابست محفوفًا بتحديات دبلوماسية وأمنية.

من جانبه، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لم تغيّر موقفها الأساسي من شروط وقف الحرب، مشيرًا إلى أن "أي محادثات يجب أن تراعي المصالح الأمنية الروسية"، في حين أكدت واشنطن أن أي تسوية يجب أن تحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

القمة المؤجلة ومسار التهدئة

وكان الهدف المعلن من الاجتماع بحث سبل وقف التصعيد العسكري في أوكرانيا وإحياء المسار السياسي المتعثر منذ قمة ألاسكا الصيف الماضي. لكن إلغاء اللقاء، بحسب مراقبين، يعكس عمق الهوة بين واشنطن وموسكو وغياب الثقة المتبادلة بين الجانبين.

ويرى محللون تحدثوا لصحيفة الغارديان أن القرار الأمريكي يشير إلى "جمود في العلاقات" و"عدم استعداد أي من الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية في المرحلة الحالية"، مما يعني أن آفاق الحل السياسي للأزمة الأوكرانية لا تزال بعيدة.

رد الفعل الروسي

في المقابل، قال الكرملين في بيان مقتضب أوردته وكالة هفبوست الإسبانية إن "روسيا لا تضيع وقتها في اجتماعات غير مثمرة"، معتبرًا أن الإلغاء "يعكس موقفًا أمريكيًا غير جاد تجاه الحوار الاستراتيجي".

ويرجّح مراقبون أن يؤدي هذا الإلغاء إلى إبطاء أي جهود وساطة دولية بين الجانبين الأمريكي والروسي، خصوصًا في ظل انشغال واشنطن بالتحضيرات للانتخابات المقبلة وتصاعد الضغوط على إدارة ترامب داخليًا بسبب ملف أوكرانيا. 

كما يُتوقع أن تواصل موسكو محاولاتها توسيع علاقاتها مع دول غير غربية لتقليل الاعتماد على القنوات الدبلوماسية التقليدية مع الولايات المتحدة.

مجرد تأجيل

إلغاء قمة بودابست لا يمثل مجرد تأجيل لاجتماع دبلوماسي، بل يعكس تعمق الانقسام بين واشنطن وموسكو حول مستقبل أوكرانيا والنظام الدولي. 

وبينما تواصل الأطراف تبادل الرسائل السياسية، يبدو أن المسار نحو التهدئة لا يزال معقدًا وطويلاً، في انتظار مبادرة جديدة يمكنها كسر الجمود القائم بين القوتين العظميين.