قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

افتتاح أسطوري للمتحف الكبير بمشاركة قادة وملوك العالم .. وفقرات فنية تحكي عظمة التاريخ المصري في أبهى صورة

 المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

تتجه أنظار العالم غدا السبت إلى مصر، حيث تستعد القاهرة لحدث عالمي غير مسبوق، يتمثل في الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، ذلك الصرح الحضاري الفريد الذي طال انتظاره لسنوات.


فبعد اتفاق شرم الشيخ التاريخي الذي أعاد لمصر مكانتها الدبلوماسية في قلب الشرق الأوسط، يأتي افتتاح المتحف ليؤكد أن مصر لا تستعيد دورها السياسي فحسب، بل الثقافي والحضاري أيضاً.

في الأول من نوفمبر، ستُرفع الستارة عن كنوز الفراعنة أمام زعماء وقادة من مختلف قارات العالم، في احتفالية توصف بأنها أضخم حدث ثقافي في القرن الحادي والعشرين، يجمع بين عبق التاريخ وروعة التكنولوجيا الحديثة في عرض واحد يليق باسم مصر وتاريخها الممتد عبر آلاف السنين.

صرح من قلب الحضارة

سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على استعدادات الدولة المصرية لافتتاح المتحف، مشيرة إلى أن أعمال البناء بدأت عام 2005، وأن المتحف دخل مرحلة الافتتاح التجريبي في عام 2024.
وأوضحت المجلة أن هناك حالة ترقب عالمي لرؤية مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة، التي تُعرض للمرة الأولى في مكان واحد، باعتبارها "جوهرة المتحف" وأبرز عناصر الجذب السياحي والثقافي.

وأكدت المجلة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قدّم المتحف للعالم باعتباره رمزاً وطنياً يعرض تراث مصر أمام الإنسانية كلها، مشيرة إلى قوله في أحد تصريحاته عام 2024: "المتحف المصري الكبير يمثل نقلة نوعية في عالم المتاحف، ليس فقط لمصر، بل للعالم أجمع، لأنه أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة، وهي الحضارة الفرعونية."

ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد عبر العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، بعضها يعرض لأول مرة أمام الجمهور، ليصبح المتحف ليس مجرد مكان لعرض التاريخ، بل موسوعة بصرية تحكي قصة الإنسان منذ فجر الحضارة.

تحفة معمارية تروي روح مصر

كشفت صور الأقمار الصناعية، التي نشرتها "نيوزويك"، عن التقدم المذهل الذي حققته مصر في بناء المتحف على مدى العقدين الماضيين.
ويقع المتحف على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة الخالدة، ليربط بين ماضي مصر العريق وحاضرها المزدهر.

أما تصميمه المعماري، فيحمل توقيع المهندس الإيرلندي هينينغ لارسن، ويمزج بين الطابع الفرعوني في الهيكل والروح العصرية في التفاصيل، حيث تتدرج واجهته الزجاجية الشفافة لتطل على الأهرامات مباشرة، في مشهد يبدو كأنه لوحة تجمع بين عبقرية الإنسان وروعة الزمان.

الجارديان.. "أكبر متحف أثري في العالم"

من جانبها، وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية المتحف المصري الكبير بأنه أضخم مشروع ثقافي في القرن الحالي، مؤكدة أن تكلفته تجاوزت مليار دولار، وأنه يمثل نقلة نوعية في مجال المتاحف الأثرية العالمية.

وقالت الصحيفة إن المتحف سيضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من كنوز مصر القديمة، موضحة أن القاعات الاثنتي عشرة المفتوحة خلال الافتتاح التجريبي تغطي مختلف الجوانب الحياتية في مصر القديمة، من الدين والطقوس إلى الفنون والحرف.
وقد تم ترتيب القاعات حسب التسلسل الزمني والسلالات الحاكمة، بما يتيح للزائر رحلة غامرة عبر التاريخ المصري في سرد بصري متكامل.لحظة سيخلدها التاريخ
قال الدكتور ممدوح المصري أستاذ الآثار عميد كلية الآداب بجامعة طنطا، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثاً استثنائياً سيخلده التاريخ المعاصر، ليس لمصر فقط، بل للعالم أجمع، مؤكداً أن هذا الافتتاح هو بمثابة رسالة حضارية من مصر الحديثة إلى البشرية، تعلن فيها استمرار عطائها الثقافي وريادتها التاريخية الممتدة منذ آلاف السنين.

وأضاف الدكتور المصري أن هذا المتحف العملاق الذي يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، يجسد عبقرية المصري القديم الذي بنى حضارة علمت الدنيا معنى الخلود، كما يعكس في الوقت ذاته قدرة الدولة المصرية الحديثة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على استعادة وهج التاريخ في صورة معاصرة تجمع بين العراقة والتطور.

حفل يليق بعظمة مصر.. واستعدادات غير مسبوقة

وأوضح أستاذ الآثار أن فقرات حفل الافتتاح ستكون على أعلى مستوى من التنظيم والإبهار، مشيراً إلى أن عشرات القنوات الفضائية حول العالم طلبت رسمياً نقل الحدث التاريخي عبر البث المباشر، وهو ما يؤكد أن أنظار البشرية كلها ستتجه إلى القاهرة في تلك الليلة.

وأضاف أن الحفل سيضم عروضاً فنية وثقافية تمزج بين فنون الحضارة المصرية القديمة والتقنيات الحديثة في الإبهار البصري، إلى جانب فقرات موسيقية تعبر عن روح مصر القديمة والحديثة في آنٍ واحد. وأكد أن المتحف المصري الكبير سيشهد حدثاً أسطورياً يفوق في فخامته موكب المومياوات الملكية واحتفالية طريق الكباش التي أبهرَت العالم من قبل.

وأشار إلى أن الاستعدادات تجري على قدم وساق داخل المتحف والمنطقة المحيطة به، سواء من حيث تنظيم المحاور المرورية الجديدة أو تأمين محيط الحدث وتسهيل حركة الضيوف، بما يليق بمكانة مصر الدولية.

مشاركة عالمية رفيعة المستوى

أكد الدكتور ممدوح المصري أن قائمة المدعوين لحفل الافتتاح تعكس الثقل السياسي والثقافي لمصر، إذ تضم نحو 40 رئيس دولة وملكاً ورئيس حكومة من مختلف قارات العالم، فضلاً عن وزراء الثقافة والسياحة وكبار الشخصيات الدولية، إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الثقافية والمنظمات الأثرية العالمية.

وأشار إلى أن من بين الضيوف المتوقع حضورهم، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعدداً من قادة وزعماء الدول الذين تربطهم بمصر علاقات استراتيجية وثقافية عميقة. كما لفت إلى أن الاهتمام الدبلوماسي والإعلامي الواسع يعكس إدراك العالم لقيمة المتحف كأكبر صرح أثري في التاريخ الحديث.

وأوضح الدكتور المصري أن عدد وسائل الإعلام التي تقدمت بطلبات رسمية لتغطية الحدث تجاوز 400 قناة ومحطة دولية، في مؤشر على أن مصر ستتربع مجدداً على عرش المشهد الحضاري العالمي ليلة الافتتاح.

متحف يروي قصة الإنسانية عبر كنوز مصر

وأضاف عميد كلية الآداب أن المتحف المصري الكبير يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة، بدءاً من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني، بما في ذلك مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد.

وأشار إلى أن المتحف لا يُعد مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مؤسسة علمية وثقافية متكاملة تضم معامل ترميم، ومراكز بحثية، وقاعات عرض رقمية، ومناطق تعليمية وتفاعلية، ما يجعله نموذجاً عالمياً فريداً في مجال المتاحف الحديثة.

وأوضح أن تصميم المتحف الذي يمزج بين الطراز الفرعوني والتكنولوجيا المعاصرة يعكس رؤية مصر الجديدة في الحفاظ على التراث وفي الوقت ذاته التوجه نحو المستقبل.

رسالة من مصر إلى العالم

وشدد الدكتور ممدوح المصري على أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو أكبر حملة ترويجية لمصر في القرن الحادي والعشرين، حيث سيعيد رسم صورة الدولة المصرية كقبلة للسياحة الثقافية والتاريخية في العالم، مشيراً إلى أن هذا المشروع يمثل تتويجاً لجهود استمرت لأكثر من عقدين من العمل الدؤوب.

وأضاف أن المتحف سيجعل من منطقة الأهرامات أكبر مجمع ثقافي وسياحي في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيضاعف من أعداد الزوار ويعزز الاقتصاد الوطني من خلال تنشيط السياحة والأنشطة المرتبطة بها.

وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أولى هذا المشروع اهتماماً خاصاً، ووجّه الحكومة بإخراج الافتتاح في أبهى صورة تعكس ريادة مصر الحضارية والثقافية، موضحاً أن هذا الحدث لن يكون مجرد حفل، بل مناسبة عالمية تُجسّد دور مصر كحارسة للتراث الإنساني.

مصر تكتب فصلاً جديداً من مجدها

واختتم الدكتور ممدوح المصري تصريحه بالتأكيد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو لحظة استعادة الهوية المصرية بكل أبعادها التاريخية والإنسانية، وأنه ليس مجرد حدث ثقافي بل ولادة جديدة لمصر الحضارة والإنسان.

وقال إن هذا الافتتاح سيعيد للأذهان مشاهد النهضة التي قادها ملوك الفراعنة، ويرسخ في الوعي العالمي أن مصر كانت وما زالت منارة الإنسانية، مشيراً إلى أن كل مصري يجب أن يشعر بالفخر وهو يرى بلاده تقدم للعالم أجمل هدية من قلب التاريخ.

 

إن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد احتفاء بالماضي، بل انطلاقة نحو المستقبل، تُعلن من على أرض الجيزة أن الحضارة لا تموت ما دام خلفها شعب يعرف قيمتها.
ففي هذا الصرح العملاق تتعانق الحجارة القديمة مع التكنولوجيا الحديثة، لتُحاكي رحلة الإنسان منذ أن نقش أول رموزه على جدران المعابد حتى وصل إلى عصر الفضاء والذكاء الصناعي.

إنها لحظة ولادة جديدة لمصر، تعيد التأكيد على أنها ليست فقط مهد الحضارات، بل قادرة على أن تكون بوابة العالم إلى التاريخ والفكر والفن.