سلّطت وسائل الإعلام الروسية الضوء على الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير مساء الأول من نوفمبر، واعتبرته حدثاً ثقافياً عالمياً غير مسبوق يعيد تسليط الأنظار إلى ريادة مصر الحضارية والتاريخية.
وفي تقرير نشره أحد أبرز المواقع الإخبارية الروسية، جاء أن مراسم الافتتاح أقيمت في منطقة الجيزة، بالقرب من الأهرامات الثلاثة الشهيرة، بمشاركة 79 وفداً أجنبياً من مختلف أنحاء العالم، بينهم 39 رئيس دولة وحكومة، في احتفال وصفته الصحافة الروسية بأنه "لقاء بين الماضي العريق والحاضر الحديث".
وأشار التقرير إلى أن المتحف المصري الكبير يُعدّ من أضخم المشاريع الثقافية في العالم، إذ تبلغ مساحته 470 ألف متر مربع، وصُمم من الزجاج والحجر الرملي على يد مكتب Heneghan Peng الأيرلندي، بتكلفة تجاوزت مليار دولار. وذكرت الوسيلة الروسية أن المشروع بدأ التخطيط له عام 1992، واستغرق إنجازه أكثر من عقدين من الزمن، مع تأجيل الافتتاح أكثر من مرة قبل أن يُستكمل بنجاح هذا العام.
وأوضحت الصحيفة الروسية أن المتحف سيضم نحو 100 ألف قطعة أثرية، من أبرزها تمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ ارتفاعه 11 متراً ويزن 83 طناً، إلى جانب سفينة الملك خوفو الأثرية، التي يبلغ عمرها أكثر من 4500 عام، معتبرة أن المتحف "يُعيد الحياة لسبعة آلاف عام من الحضارة المصرية".
كما أبرز التقرير تصريحات عدد من الخبراء الروس في مجال الآثار والتاريخ، الذين أكدوا أن هذا المتحف "سيصبح نقطة جذب ثقافية عالمية"، و"رمزاً جديداً لقوة مصر الناعمة"، مشيرين إلى أن موقعه قرب الأهرامات يجعله من أكثر المعالم تكاملاً في العالم من حيث المشهد الحضاري والسياحي.
ورغم الإشادة الواسعة، أشار الموقع الروسي إلى وجود آراء نقدية محدودة ترى أن نقل آلاف القطع الأثرية من المتاحف القديمة — مثل متحف التحرير ووادي الملوك — قد أفرغ تلك المواقع من جزء من بريقها التاريخي، لكنه نقل الكنوز المصرية إلى منشأة حديثة مجهزة بأحدث تقنيات العرض والحفظ.
واختتم التقرير الروسي بالتأكيد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير يشكل خطوة تاريخية في طريق تعزيز مكانة مصر على خريطة الثقافة العالمية، ويجسد قدرة الدولة المصرية على الجمع بين الأصالة والحداثة في مشروع ثقافي فريد من نوعه.

