في عملٍ أدبيٍّ يجمع بين التشويق النفسي والرعب، تصدر الإعلامية والأخصائية النفسية ياسمين العيساوي روايتها الجديدة "وريثة الظلال" لأول مرة ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب.
تدور أحداث الرواية حول العرّافة مليكة، التي تؤمن بعالمٍ خفيٍّ تحكمه الظلال، وابنتها كارما الطبيبة النفسية التي لا تعترف إلا بالمنطق والحقائق العلمية. في صراعٍ بين الماورائيات والعقل، تنفتح أبواب الظلام، ويظهر الغموض الأكبر حين تكتشف كارما أن مديرها الدكتور بدر الذي تجمعها به علاقة خاصة، ليس مجرد طبيب نفسي، بل يسعى هو الآخر لكشف أسرار مرتبطة بالعالم الآخر، الذي طالما حاربت وجوده.
هل يمكن للحب أن ينجو وسط طقوسٍ ظلامية؟ وأي ثمنٍ ستدفعه وريثة العطايا حين تُفتح أبواب الأسرار الموصدة؟
بهذه الأسئلة، تدفع وريثة الظلال القارئ إلى رحلة داخل أعمق مناطق النفس البشرية، حيث تتقاطع الهلاوس مع الوعي، واليقين مع الشك، والإيمان مع الخوف. إنها ليست مجرد رواية رعب، بل تجربة فكرية ونفسية تسائل القارئ عن حقيقة ذاته وما يختبئ خلف ظلالها.
تقول الكاتبة ياسمين العيساوي، التي تجمع بين خلفيتها الإعلامية وعملها في مجال العلاج النفسي:
" كل إنسانٍ يحمل ظلًّا لا يراه، لكنه يوجّه قراراته، اختياراته، وحتى حبّه وكرهه، كتبتُ "وريثة الظلال" لأكشف ذلك الجزء الصامت فينا، الذي يختبئ خلف المنطق والعقل، لكنه في الحقيقة من يُحرّكهما. فنحن جميعًا نؤمن بما لا نراه، بقدرٍ من الغيب، بقوى خفية، بطاقات لا نُدرك مصدرها، أحيانًا عن فطرةٍ، وأحيانًا عن تَوارُثٍ من المجتمع والعائلة. لكن السؤال الذي يظلّ مفتوحًا هو: هل ما يٌقال لنا حقيقة؟ هل هناك فعلًا قوى خفية تحيط بحياتنا؟ أم أن علم النفس قادر على تفكيك هذا الغموض، وإعطائه تفسيراً عِلمياً؟"
تتميّز الرواية بلغةٍ أدبية، تمزج بين الغموض والفلسفة، وبين التحليل النفسي والإثارة السينمائية، مما يجعلها قادرة على جذب كلٍّ من عشّاق الأدب الواقعي والروايات النفسية الغامضة.
ومن المتوقع أن تُحدث الرواية نقاشاً هاماً حول العلاقة بين العلم والخرافة، العقل والحدس، المشاعر والعقل، خاصة في زمنٍ باتت فيه الحدود بين الواقع والخيال أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
قد تكون "وريثة الظلال" رواية تجيب عن تلك الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن كل شخص بشكل يومي، حول مدى حقيقة ما يسمعه أو يتخيله عن العالم الآخر.