قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أهل الله قالوا:" القلب فوق العقل، والعقل فوق السلوك، وإذا عكستَ انتكستَ.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن القلب يجب أن يتحكم في العقل، ويضبطه، ويوقفه عند حدوده التي يتمكن فيها من التفكير المستقيم، لكن القلب يعلو ولا يُعلى عليه: «استفتِ قلبك وإن أفتاك الناس»، «الإثم ما حاك في القلب وخِفتَ أن يطّلع عليه الناس»، {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا}.
وأشار الى أن القلب هو الذي يعلو عندما يقوم الإنسان بتخليته من القبيح، وتحليته بكل صحيح، فيحدث له التجلي المليح، فالتخلي ثم التحلي يُحدِث التجلي.
والعقل فوق السلوك، فهو يمنع الإنسان من فعل المعاصي والمنكرات. فالإنسان عندما يفكر أنه سيفعل شيئًا ينبغي أن يفعله بعد تفكّرٍ، وبعد استعمال عقله، حتى لا يخرج هذا العمل ضارًّا بالنفس، ضارًّا بالغير، ولذلك فالعقل ينبغي أن يعقل السلوك.
فالقلب فوق العقل، والعقل فوق السلوك، وهذا يختلف اختلافًا بيّنًا عمّا يتبناه كثير من الناس من أن السلوك هو الذي يتحكم في العقل، وأن العقل يمكن أن يُسكت القلب، وذلك بعد أن تحولت الأمور إلى مصالح ومنافع مادية ضيقة، مات فيها الإنسان أمام الله، ثم مات أمام نفسه، وتحول من كائنٍ ربانيٍّ تتجلى عليه الفيوضات، إلى كائنٍ بيولوجيٍّ لا يساوي قطعةَ لحمٍ.
إذن فلابد للقلب أن يعلو العقل، والعقل يعلو السلوك، ولو عكسنا انتكسنا. فلو أن السلوك تحكم في العقل فأفعل ما أشاء، فهذا تفلّت، وإذا أسكت العقلُ القلبَ، فهذه ظلمة.

