قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جلسة طارئة بالأمم المتحدة حول الفاشر.. ومصر تتصدر الجهود الإقليمية لفرض هدنة شاملة في السودان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعيش الساحة السودانية لحظة حرجة تتأرجح بين تصاعد العنف وتطلعات السلام، بعد أن تصدرت أنباء الفاشر عناوين التقارير الدولية إثر ورود معلومات عن عمليات قتل جماعي خلال سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة. وبينما تتسارع التحركات الدولية لوقف نزيف الدم، أعلنت الأمم المتحدة عقد جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان لبحث الوضع المتدهور هناك، في خطوة تعكس القلق العالمي المتزايد من تدهور الحالة الإنسانية في دارفور.

وسط هذا المشهد المأزوم، برزت بوادر أمل بعد إعلان «قوات الدعم السريع» موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ما أعاد الأضواء إلى الجهود الإقليمية والدولية، وخاصة الدور المصري الذي ظل ركيزة أساسية في دعم الاستقرار السوداني منذ اندلاع الأزمة.

الأمم المتحدة تتحرك... قلق دولي من أحداث الفاشر

كشفت مذكرة دبلوماسية للأمم المتحدة أن مجلس حقوق الإنسان سيعقد جلسة طارئة في 14 نوفمبر الجاري لبحث الوضع في الفاشر، عقب ورود تقارير عن انتهاكات خطيرة وعمليات قتل جماعي لمئات المدنيين والعُزل خلال سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

وأوضحت الوثيقة أن أكثر من 50 دولة أيدت الدعوة لعقد الجلسة، وهو مقترح تقدمت به بريطانيا وآيرلندا وألمانيا وهولندا والنرويج، بدعم من ثلث الأعضاء الحاليين في المجلس ممن يملكون حق التصويت. 

ووفقًا لتقارير وكالة "رويترز"، فإن التحرك الأممي يعكس حجم القلق الدولي من تصاعد الانتهاكات، واحتمال انزلاق السودان إلى فوضى أوسع إذا لم يُكبح العنف في دارفور سريعاً.

من جانبه، أشار مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن ما جرى في الفاشر يمثل واحدة من أكثر الحوادث دموية منذ اندلاع الصراع في السودان، مؤكداً أن مئات المدنيين قُتلوا في ظروف مأساوية. وفي المقابل، أوضح السفير السوداني لدى الأمم المتحدة، حسن حامد حسن، أن بلاده ما زالت تدرس موقفها من هذا التدخل الدولي، رغم اعتراضها في السابق على أي تحقيق خارجي في انتهاكات حقوق الإنسان.

الهدنة الإنسانية... خطوة أولى نحو الحل السياسي
أكد الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد أن إعلان وقف إطلاق النار في السودان يمثل خطوة إيجابية ومحورية على طريق استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق، مشيرًا إلى أن قبول الأطراف بمبدأ الهدنة يعكس وجود رغبة أولية في الحل السياسي بعد شهور طويلة من الصراع المسلح الذي أرهق الدولة السودانية وشعبها.

وأوضح اللواء نبيل السيد أن الهدنة الإنسانية ليست مجرد إجراء مؤقت لوقف القتال، بل هي نافذة أمل يمكن البناء عليها لتهيئة المناخ المناسب للحوار الوطني الشامل، مؤكداً أن معالجة جذور الأزمة يتطلب التزاماً حقيقياً من جميع الأطراف، بعيداً عن الحسابات الضيقة، من أجل تجنيب السودان مزيداً من المعاناة الإنسانية والانقسام.

وأضاف الخبير الاستراتيجي أن استمرار الانتهاكات في بعض المناطق، كمدينة الفاشر، يشكل تهديداً خطيراً لمسار الهدنة، وأن المجتمع الدولي مطالب بدعم جهود الرباعية الدولية مصر، الولايات المتحدة، الإمارات، والسعودية في ضمان تنفيذ الاتفاق على الأرض، ومراقبة أي خروقات قد تجهض الجهود المبذولة لإحلال السلام.

الدور المصري في دعم الهدنة واستقرار السودان

وأكد اللواء نبيل السيد أن مصر لعبت ولا تزال تلعب دوراً محورياً ومسؤولاً في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين، مستندة إلى علاقاتها التاريخية الممتدة مع السودان، لافتاً إلى أن مصر تؤمن بأن الحل في السودان يجب أن يكون نابعاً من الداخل السوداني نفسه، مع توفير الدعم العربي والإقليمي لتيسير هذا المسار.

وختم اللواء نبيل السيد تصريحاته بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب استثمار الهدنة كفرصة لبناء الثقة بين القوى السودانية، مشيراً إلى أن مصر ستواصل جهودها الدبلوماسية والإنسانية في دعم الشعب السوداني وتخفيف معاناته، مؤكداً أن القاهرة كانت وستظل شريكاً صادقاً في مسيرة السلام والاستقرار في السودان والمنطقة بأكملها.

بين الألم والأمل

تبدو صورة السودان اليوم متشابكة بين الدمار والأمل، بين جراح الحرب ونبض الحياة الذي يحاول الصمود. ومع اقتراب موعد الجلسة الأممية المرتقبة، يترقب العالم ما ستؤول إليه التحركات الدولية والإقليمية.

لكن، وسط كل هذا، يبقى الأمل معقوداً على أن تكون الهدنة الإنسانية بداية صفحة جديدة، تضع حداً لدوامة الدم، وتعيد إلى السودان حقه في السلام والعيش الكريم. وفي هذا الطريق، تظل مصر حاضرة بثقلها وتاريخها، تدفع نحو الوفاق وتدعم استقرار الجار الجنوبي، كما كانت دوماً سنداً للأشقاء في أوقات المحن.