ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، يقول صاحبه: هل قراءة القرآن للميت تنفعه وتصل إليه؟
وأجاب الدكتور لاشين قائلا: إن استمرار الصلة بين الأحياء والأموات أمر دعا إليه الإسلام وحث عليه، مشيرا إلى أن هناك أعمالا إذا قام بها الحي ونوى انتفاع الميت بها، فإن ثوابها يصل إليه باتفاق العلماء، ومنها الدعاء والصدقة وقراءة القرآن.
وأضاف أن الدعاء من أوضح ما ينتفع به الميت، لقوله تعالى: «وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا»، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، منها ولد صالح يدعو له».
كما أن الصدقة عن الميت من الأعمال التي يصل ثوابها إليه، استنادا إلى ما ورد في السنة عندما سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن التصدق عن أمه المتوفاة فقال له: «تصدق على أمك».
وأوضح الدكتور لاشين أن الفقهاء اختلفوا في مسألة وصول ثواب قراءة القرآن إلى الميت، غير أن الراجح من أقوال فقهاء الحنابلة هو أن الميت ينتفع بجميع العبادات البدنية كالقراءة والصلاة والصوم التطوعي، إضافة إلى العبادات المالية كالصدقة، بشرط أن يقوم بها الحي تطوعا دون مقابل.
وأشار إلى ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى بأن الاستئجار على القراءة وإهداء الثواب للميت لا يصح، لأنه لم يرد عن أحد من الأئمة جواز ذلك، بينما أكد ابن القيم في كتابه الروح أن أفضل ما يُهدى إلى الميت هو الصدقة والاستغفار والدعاء، وأن قراءة القرآن تصل إليه إذا كانت بغير أجر، تماما كما يصل إليه ثواب سائر العبادات.
وختم الدكتور عطية لاشين تصريحه قائلا: إن استدلال الحنابلة على وصول ثواب القراءة جاء من الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم يومئذ وكان له بعدد من فيها حسنات»، إلا أن العلماء اختلفوا في تصحيح هذا الحديث، فمنهم من صححه ومنهم من ضعفه، ومن ثم كان الخلاف في هذه المسألة.

