أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن مصر تعد أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا، مشيرًا إلى أن حجم التعاون التجاري بين البلدين بلغ نحو 9 مليارات دولار، بزيادة 11% مقارنة بالعام السابق.
وقال فيدان - خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي في أنقرة اليوم /الأربعاء/ - إن بلاده تستهدف رفع حجم التبادل التجاري مع مصر إلى 15 مليار دولار، لافتًا إلى أن الشركات التركية تواصل تعزيز استثماراتها في مصر من خلال زيادة القدرات الإنتاجية وتوفير فرص العمل.
وأضاف أن هناك العديد من القطاعات التي يعمل الجانبان على دعمها، من بينها: الطاقة والانبعاثات الكربونية، فضلًا عن التعاون العسكري الذي شمل مناورات مشتركة وتبادل للزيارات، مؤكدًا وجود إرادة قوية لتعزيز الصناعات العسكرية بين البلدين ووجود فرص واعدة في هذا المجال.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن المجتمع الدولي يجب أن يتذكر أن إدارة قطاع غزة ينبغي أن تكون فلسطينية، مشددًا على أن هذا المبدأ يمثل أساسًا جوهريًا للحل.. وتابع: "غزة جزء من فلسطين، وإذا تعاملنا مع القضية من هذا المنطلق؛ فسنجد حلولًا لكل القضايا الأخرى".
وفيما يتعلق بشرق المتوسط، أوضح فيدان أن بلاده ترغب في أن تكون المنطقة نموذجًا للاستقرار تُحترم فيه مصالح جميع الأطراف، مؤكدًا استمرار العمل مع مصر في هذا الصدد، ووجود إرادة كاملة من الجانبين لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وفي الشأن السوداني، قال الوزير التركي إن موقف بلاده يتطابق مع الموقفين المصري والعربي، معربًا عن قلقه البالغ إزاء الاشتباكات المستمرة، خاصة في مدينة الفاشر، داعيًا إلى وقف فوري للعنف وضمان إيصال المساعدات الإنسانية والحفاظ على وحدة السودان وسيادته.
أما بشأن سوريا، أكد فيدان أهمية موقعها الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن زيارة "الشرع" إلى واشنطن تمثل تطورًا مهمًا.. وقال: "نقدّر انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمكافحة داعش، ونراه فرصة لدفع العملية السياسية قدمًا".. وشدد على استمرار دعم تركيا لرؤية سوريا خالية من الإرهاب يسودها السلام وتحترم وحدة أراضيها.
كما أكد وزير الخارجية التركي أن التعاون القائم بين تركيا ومصر؛ يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.. وقال: "التعاون المشترك يحقق نتائج ملموسة ويعود بالنفع على الجميع".. كما أعرب عن شكره لوزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي، مثمنًا الجهود المبذولة لتعزيز التنسيق بين البلدين.
وشدد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطى، على ضرورة الارتباط العضوي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والرفض الكامل وإدانة كل السياسات التي تستهدف فرض الأمر الواقع لكل أنشطة الضم والنشاط الاستيطاني وترويع المدنيين في الضفة الغربية.
وأشار د. عبد العاطي - خلال كلمته في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره التركي، هاكان فيدان في العاصمة التركية (أنقرة) - إلى التأكيد على الرفض الكامل لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.. وقال: طالبنا وأكدنا ضرورة وقف كل الممارسات الاحادية؛ بما فيها التوسعات الاستيطانية وانتهاك الوضع القانوني والتاريخي، للمقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشرقية المحتلة.
وأضاف وزير الخارجية أنه ناقش مع نظيره التركي "فيدان" المستجدات في سوريا، مؤكدا - في هذا السياق - دعم مصر الداعم لأمن واستقرار وسيادة ووحدة سوريا.. مشيرا إلى التطلع لأن تعود سوريا الى القيام بدورها الفعال في إطار الأمتين العربية والاسلامية، وفي إطار المجتمع الدولي وهو ما سيتحقق - بشكل فعال - من خلال العملية السياسية الحقيقية الشاملة والتى لا تقصي أحدا، فضلا عن مكافحة الإرهاب والتطرف؛ بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق.
وأوضح الدكتور عبد العاطي، أن بحث مع نظيره التركي - أيضا - سبل العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا الشقيقة.. حيث جرى التأكيد على أهمية دعم الجهود الليبية في إطار الملكية الليبية لتعزيز الحل "الليبي ـ الليبي"، واحترام دور المؤسسات الوطنية الليبية، مؤكدا التطلع إلى سرعة انهاء الانقسام الحالي في السلطة التنفيذية وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتوازي والتزامن، وضمان خروج كل القوات الاجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد؛ بما يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها ويحقق الأمن والمصالح للشعب الليبي الشقيق.
وأضاف وزير الخارجية أنه تحدث مع نظيره التركي عن الأزمة في السودان.. وتطابقت المواقف بشأن ضرورة وقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي والأهمية البالغة للحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، وأيضا على الرفض الكامل لأي مخططات للتقسيم في السودان والحفاظ على المؤسسات الوطنية والدعم الكامل لاستعادة الاستقرار والسلام.
وقال وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور عبد العاطي، إنه أطلع نظيره التركي هاكان فيدان على الاتصالات والجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية، خاصة خلال زيارته أمس إلى "بورتسودان"، مشيرا إلى لقائه مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، حيث جرى التوافق على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وإطلاق العملية السياسية الشاملة، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الميدانية، كما جرى التطرق إلى العديد من الملفات الإقليمية؛ بما في ذلك الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، لافتا إلى الاتفاق أيضا على أهمية تعزيز التعاون المشترك بما يحقق مصالح القارة الافريقية.
وأشار د. عبد العاطى، إلى أنه تباحث أيضا مع نظيره التركي حول العديد من الملفات الدولية وما تشهده الساحة الدولية من تحديات غير مسبوقه؛ بما في ذلك الأزمة الأوكرانية والتبعات الاقتصادية لهذه الأزمة على الدول النامية؛ خاصة الأمن الغذائي وأمن الطاقة.. وجرى الاتفاق على أهمية التوصل لتسوية سياسية للأزمة، فيما عكست المباحثات تقاربا واضحا في الرؤي بين البلدين حول العديد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح أنه تم الاتفاق على مواصلة التشاور والتنسيق لتعزيز عملنا وتعاوننا المشترك حول القضايا كافة.. وقال إنه نقل إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحيات وتقدير السيد رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما وجه الدعوة إلى الرئيس أردوغان لزيارة مصر العام القادم، لترؤسه النسخة الثانية من مجلس التعاون الاستراتيجي.
واختتم د. بدر عبد العاطي كلمته بتجديد الشكر والتقدير لنظيره التركي على حفاوة و حسن الاستقبال، مؤكدا حرص مصر البالغ على مواصلة التنسيق والتعاون المشترك لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين ، وتحقيق تسوية وخفض للتصعيد في الصراعات التي تواجه الإقليم والعالم بأكمله.