قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

علي جمعة يكشف عن سبب شيوع الفساد والفتن بين الناس

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: ما ترك الله لنا طريقًا يبلّغنا رضاه وجنّته إلا أرشدنا إليه، وحثّنا عليه رسولُه الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وما ترك لنا طريقًا يؤدّي بنا إلى النار إلا حذّرنا منه، وأحدث لنا منه ذِكرًا، وتركنا رسول الله على المحجّة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.

سبب شيوع الفساد والفتن

وتابع: فلما زاغ الناس عن المحجّة البيضاء شاع الفساد، وفشت الفتن من حولنا؛ تلك الفتن التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «يخرج في آخر الزمان رجالٌ يختلون –أي يطلبون في خِداع– الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب؛ يقول الله عز وجل: أبي يُغترّون؟ أم عليّ يَجترئون؟ فبي حلفتُ لأبعثنّ على أولئك منهم فتنةً تدع الحليم منهم حيران» (رواه الترمذي). وفي ذلك تصديق لقوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ} [الأنفال: 25].

وبين أن ذلك الحليم الذي يفكّر فلا يعرف قبيل الفتن من دبيرها، يحاول أن يعلم أين هو منها، فإذا به كأنّه في ظلماتٍ بعضها فوق بعض، كموج البحر. قال تعالى: {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا، وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40].

فهي فتنٌ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا. ونحن في هذه الحال نريد أن نعتصم بحبل الله، ونتعلّق بسفينة النجاة التي توصلنا إلى الله بإذنه تعالى.

وأشار إلى أننا لابد أن نحاول معرفة أسباب ما يجري من حولنا؛ فإن العصر اتسم بالإنجاز الذي سبق الأخلاق والقيم، وسبق النشاط الفكري والتفكر والتدبر، وقدّمت المصلحة على الشريعة، وتقدّمت اللذّات على عبادة الله؛ فكان الناس في العصر على ثلاثة أنحاء: "فاجرٌ قوي، وعاجزٌ تقي، ومؤمنٌ كاملٌ وفيّ".

أمّا "الفاجر القوي" فيتبنّى مبدأ تقديم الإنجاز على القيم والأخلاق، وهو نموذج يخافه الجميع لقوّته، رغم ظهور فضائحه وسوء أخلاقه، ولا يرى في ذلك ضررًا ما دام ينجز وينجح في عمله. 

ونحن نخشى على أولادنا من هذا النموذج، الذي يعلّمهم أن معيار النجاح في الحياة هو القوّة والإنجاز، ولو خالطه الفجور.

ما تقوم به الحضارة الإنسانية الحقيقية

وفي المقابل نرى تربية الله ورسوله لنا على غير هذا الشأن؛ فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يربّينا أن نكون أقوياء، وأن نأخذ بيد العاجز منا ونصل به إلى القوّة؛ فالعجز مذموم، خاصة إن كان في عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس.

 غير أنّ "المؤمن العاجز خيرٌ من الفاجر القويّ عند الله"، وينبغي أن يكون كذلك عند الناس؛ فالمؤمن يمتلك القيم والأخلاق، والإصلاح هو البناء الذي تقوم به الحضارة الإنسانية الحقيقية.