قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

علي جمعة: علينا أن نراقب أبنائنا ونتدخَّل في "حُسْنِ الصحبة"

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه مِمَّا أُمِرَ به سيِّدُنا رسولُ الله ﷺ "حُسْنُ الصُّحبة". يقول ﷺ: «المَرْءُ على دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أحدُكُم مَن يُخالِل».

اختيار الأصحاب

وأشار عبر صفحته الرسمية على فيس بوك الى أن رسولنا أمرنا أن نختار الأصحاب، لأن الصاحب يؤثِّر في الإنسان سلبًا وإيجابًا؛ فإن كان طيِّبًا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ونصحك في نفسك ودِينك، وإن كان غير ذلك أمر بالمنكر ونهى عن المعروف، ولم ينصحك في دينك ولا دنياك. ومن الأمثال الشعبية الشهيرة: “الصاحب ساحب”.

فالصاحب مهمٌّ في الحياة، والنبي ﷺ يضرب لنا الأمثال ويقول: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والجَلِيسِ السُّوءِ كَمَثَلِ حَامِلِ المِسْكِ وصَاحِبِ الكِير».

حاملُ المسك هو بائعُه، وصاحبُ الكير هو ذلك الفرن الذي يستعمله الحدَّاد في مهنته. يقول رسول الله ﷺ: «فإن صاحبَ المسك إمَّا أن تَشَمَّ منه رائحةً طيبة، أو تَبْتَاعَ منه شيئًا فينفعك في طِيبِك، أو يُحْذِيك»، أي يعطيك «يَحذُوك بشيءٍ من مِسْكِه».

فكله فوائد: إمَّا أن تشم منه الرائحة الطيبة، وإمَّا أن يُهديَ إليك، وإمَّا أن تشتري منه، وكذلك الجليسُ الصالح؛ فالجليسُ الصالح إمَّا أن ينصحك، وإمَّا أن تسمع منه الكلام الطيب، وإمَّا أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويرشد إلى الخير، ولذلك فهو كحامل المسك.

أمَّا صاحبُ الكِير فإمَّا أن يُحرقَ بدنك أو ثيابك، وإمَّا أن تَشَمَّ منه رائحةً كريهة، وكذلك الجليسُ السوء؛ فإمَّا أن تسمع منه الغِيبة والنميمة والكذب والبهتان، وإمَّا أن يأمرك بالمنكر، وإمَّا ألا يرشدك ولا ينصحك لوجه الله تعالى.

والنبي ﷺ يقول: «الدِّينُ النَّصِيحة». قالوا: لِمَن يا رسول الله؟ قال: «لِلَّهِ، ولِرَسُولِهِ، ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، وعامَّتِهِم».

واجب الأب على أبنائه

وتابع: والنصيحة هي الدين؛ ولذلك يجب عليك –أيها الأب– في بيتك أن تراقب أبناءك، وأن تراقب صحبتهم، وأن تُعلِّمهم الخير وحقائق الحياة. تُعلِّمهم مثلَ الجليس الصالح والجليس السوء، وتُفهِمهم أن هذا كحامل المسك، وأن ذاك كصاحب الكير.

فالولد أو البنت إذا تركْناهم مع صحبتهم وكانت سيئة، فإن الندم يصل إلينا وإليهم قريبًا لا بعيدًا. «المَرْءُ على دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أحدُكُم مَن يُخالِل».

فالصحبة مهمة، ولذلك كان النبي ﷺ يهتم بها ويرشد إليها.

جاء أحدهم فقال: يا رسول الله، مَن أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: «أُمُّك». قال: ثم مَن؟ قال: «أُمُّك». قال: ثم مَن؟ قال: «أُمُّك». قال: ثم مَن؟ قال: «أبوك».

لو علَّمْنا أبناءنا هذا الحديث، وعرفوا أن خيرَ صحبةٍ لهم الأبُ والأم، وقام الأبُ والأم بما عليهما من واجب الرقابة والتربية والتوجيه والإرشاد، لوصلْنا إلى جيلٍ مبارك يخلُص من كثيرٍ من المشكلات التي تكتنف عصرَنا ومصرَنا.

علينا أن نراقب أبناءنا، وأن نتدخَّل في "حُسْنِ الصحبة".

ولمّا وصل النبي ﷺ إلى المدينة آخى بين الأنصار والمهاجرين، فجعل لكل رجلٍ من المهاجرين أخًا من الأنصار؛ فهذه الأخوَّة جعلت غربةَ المهاجرين في المدينة سهلة، وجعلت المدينةَ عامرةً بصحبة طيبة، وأخوَّة راقية، وقلوبٍ رقيقة لذكر الله تعالى.

فنَشَأَتِ الجماعةُ الإسلامية الأولى على الحب، والرحمة، والأخوَّة، والصحبة الطيبة.

لماذا سمى النبي الصحابة بهذا الاسم

وسمّى النبي ﷺ الذين حوله بـ "الصحابة"، لأنه صاحبهم في حضرهم وسفرهم، وفي قيامهم وجلوسهم، وفي جهادهم وسِلْمِهم، وفي علمهم وحياتهم، فسُمُّوا "الصحابةَ الكرام" لحُسن صحبته ﷺ.