تواصلت حالة الاستياء بين الأطباء البيطريين بسبب تجاهل مجلس النقابة العامة برئاسة الدكتور مجدي حسن، لحالة الرفض الشديدة من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة البيطريين، لإعلان وزارة الزراعة والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة قبل يومين، عن تنظيم مسابقة للتعاقد مع أكثر من 4500 طبيب بيطري بنظام “الاستعانة”، وما تضمنه هذا الإعلان من شروط وُصفت بالمجحفة.
واعتبر قطاع واسع من الأطباء البيطريين، أن الإعلان عن التعاقد بنظام "الاستعانة" يمثل حلا مؤقتا يفتقر إلى الضمانات القانونية والمهنية، ويهدد استقرار المهنة ومستقبلها، مطالبين النقيب العام ومجلس النقابة بالدفاع عن حقوق البيطريين وكرامتهم.
وانتقد عدد كبير من الأطباء البيطريين تحديد سن معين للتقديم على هذه الوظائف، وهو ألا يزيد على 30 عامًا، وأن يكون حاصلًا على بكالوريوس الطب البيطري وبحد أدنى تقدير عام "جيد"، واعتبروا هذا الشرط ظالمًا لعدد كبير من الأطباء، خاصة الأجيال القديمة.

نقابة أطباء كفر الشيخ تتضامن
ووسط صمت لافت من النقابة العامة ومجلسها، أعلنت نقابة الأطباء البيطريين بكفر الشيخ، عن تضامنها مع ورفضها لشروط الاستعانة المعلنة، مؤكدة أن هذه الشروط تُقصي شريحة واسعة من الأطباء دون مبرر مهني عادل، رغم الحاجة الملحة لدعم المنظومة البيطرية وسد العجز في الكوادر الفنية.
وأوضحت النقابة في بيان لها، أنها تُثمّن أي خطوة تهدف إلى دعم القطاع البيطري، لكنها استنكرت تحديد حد أقصى للسن بـ30 عامًا، واشتراط الحصول على تقدير عام "جيد" على الأقل.
وأكدت أن هذه الضوابط تتجاهل واقع توقف التعيينات الحكومية منذ عام 1994، وتهدر خبرات مهنية وميدانية متراكمة، من بينها خبرات أطباء حاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه.
وطالبت نقابة الأطباء البيطريين بكفر الشيخ بإعادة النظر في شرط السن والتقدير، وإتاحة الفرصة لجميع الأطباء دون تمييز، مع اعتماد اختبارات مهنية عادلة تقيس الكفاءة العلمية والعملية، بما يحقق العدالة بين أبناء المهنة ويسهم في خدمة الثروة الحيوانية وتعزيز منظومة الأمن الغذائي في البلاد.
وأكدت النقابة أن الدعم الحقيقي للمنظومة البيطرية لا يتحقق بتضييق دوائر الاختيار، بل بتوسيعها على أساس الكفاءة والخبرة، بما يضمن الاستفادة القصوى من جميع الأطباء دون إقصاء.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور شرف الدين فيصل، المرشح لعضوية مجلس نقابة الأطباء البيطريين (تحت السن) بانتخابات التجديد النصفي، إن جموع الأطباء البيطريين، لا سيما فئة الشباب، يعيشون حالة من الغضب والاستياء بسبب غياب موقف واضح وحاسم من مجلس النقابة العامة تجاه القضايا المصيرية التي تهدد مستقبل المهنة وكرامة أبنائها.
وأضاف فيصل في منشور له على "فيسبوك" أن آلاف الأطباء كانوا ينتظرون تحركًا جادًا من نقابتهم للدفاع عن حقوقهم، إلا أنهم فوجئوا بدعوة اجتماع مجلس النقابة التي اقتصر جدول أعمالها على بند واحد فقط، وهو عرض تقرير لجنة الانتخابات، مع تجاهل كامل لملفات جوهرية تمس حاضر ومستقبل المهنة.
وأوضح فيصل، أن تجاهل مناقشة ملف المجلس الصحي المصري وما يترتب عليه من آثار مهنية وقانونية يمثل إهمالًا غير مقبول، كما أن عدم إدراج ملف التعاقد بنظام الاستعانة يُعد تجاهلًا صارخًا لمعاناة الشباب الذين تمس هذه القرارات لقمة عيشهم واستقرارهم المهني.
وتساءل المرشح عن جدوى اختزال اجتماع مجلس النقابة في إجراءات إدارية وانتخابية فقط، رغم تكبد أعضاء المجلس عناء السفر من مختلف محافظات الجمهورية، بينما تتراكم الأزمات وتتصاعد مطالبات الجمعية العمومية دون استجابة.

التعاقد مع 4500 بيطري
وانتقد فيصل إلغاء بند "ما يستجد من أعمال" من جدول الاجتماع، معتبرًا أن ذلك يُغلق الباب أمام أي نقاش جاد حول هموم الأطباء البيطريين، ولا يعكس دور نقابة يفترض أن تكون في صدارة المدافعين عن أعضائها.
وشدد على أن النقابة ليست مجرد مقاعد أو إجراءات انتخابية، بل كيان مهني ونقابي يجب أن ينحاز لحقوق الأطباء البيطريين، محذرًا من أن استبعاد ملفات جوهرية مثل المجلس الصحي وعقود الاستعانة يمثل تراجعًا خطيرًا عن الدور الحقيقي للنقابة.
واختتم فيصل تصريحاته بالقول: "نحن بحاجة إلى مجلس نقابة يتحلى بالشجاعة، يواجه الأزمات بوضوح، وينحاز لإرادة الجمعية العمومية، ويعمل على إيجاد حلول عادلة تحفظ كرامة الطبيب البيطري ومستقبل المهنة".
وكان علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عقد اجتماعًا مع المهندس حاتم نبيل، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، لبحث الإجراءات النهائية والآليات التنفيذية الخاصة بالتعاقد مع أكثر من 4500 طبيب بيطري بنظام "الاستعانة"، بهدف دعم المنظومة البيطرية في كافة محافظات الجمهورية.
وأكد الوزير، أن هذه الخطوة تأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية لتنمية الثروة الحيوانية كأحد ركائز الأمن الغذائي القومي، فضلًا عن تحسين جودة الخدمات البيطرية المقدمة للمربين بمختلف المحافظات، بما ينعكس إيجابًا على جهود الدولة في تحقيق الأمن الغذائي.
وأشار إلى أن المهام المسندة للأطباء البيطريين الجدد ستشمل تقديم الدعم الفني للمربين في القرى والنجوع لتحسين السلالات، وتكثيف الحملات البيطرية على الأسواق والمجازر، وتفعيل الخطة الشاملة لمواجهة ظاهرة (كلاب الشوارع)، إلى جانب دعم مجالات التخصص الدقيق مثل طب ورعاية الخيول، وفقًا للاحتياجات الفعلية لكل قطاع.
من جانبه، أكد رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، أن الاتفاق على تنفيذ المسابقة يعكس التنسيق المؤسسي بين الجهاز والوزارات المعنية، بما يضمن التخطيط المسبق لتدبير الاحتياجات من الموارد البشرية وفق أسس علمية وتنظيمية واضحة، ويحقق الاستخدام الأمثل للكوادر المتاحة ويعزز كفاءة الجهاز الإداري للدولة، مع الالتزام الكامل بالقواعد المنظمة والضوابط المعتمدة.
واتفق الجانبان على تنفيذ المسابقة لشغل وظائف أطباء بيطريين بنظام الاستعانة، على أن تتضمن الإعلان عن الوظائف شروط التقديم، ومنها ألا يزيد سن المتقدم عن 30 عامًا، وأن يكون حاصلًا على بكالوريوس الطب البيطري بحد أدنى تقدير عام "جيد"، مع نشر كافة التفاصيل على بوابة الوظائف الحكومية خلال الأيام المقبلة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يطالب فيه الأطباء البيطريون بموقف نقابي واضح يوازن بين أهداف الدولة في دعم المنظومة البيطرية وحقوق الأطباء وكرامتهم المهنية، عبر سياسات اختيار عادلة تقوم على الكفاءة والخبرة دون إقصاء، وموقف نقابي يعكس مصالح الجمعية العمومية ويحمي مستقبل المهنة.

