قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما جزاء من يعفو ويتسامح فى الدنيا والآخرة؟.. الإفتاء تجيب

العفو والتسامح
العفو والتسامح

ما جزاء من يعفو ويتسامح فى الدنيا والآخرة؟.. قالت دار الإفتاء المصرية: هنيئًا لمن تسامح وعفا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ» أخرجه مسلم؛ فقوله: "ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عِزًّا": يعني: أن من عُرف بالصفح والعفو، ساد وعظم في القلوب، وزاد عزُّه، ويكون أجره على ذلك في الآخرة. لأن العافي في مقام الواهب والمتصدق، فيعز بذلك.

ترغيب الشرع فى العفو

ونوهت ان الشرع الحنيف رغَّب في العفو عن المسيء ومسامحته عند القدرة؛ فإن كانت المعاقبة هي جوهر العدل والإنصاف، فإن العفو هو قمة الفضل والإحسان، وهذا الخلق الكريم هو سمة من سمات وأخلاق الإسلام الذي دعا إليه ورغب فيه في مواضع متعددة؛ فقال تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيل﴾ [الحجر: 85]، وقال سبحانه: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ [الزخرف: 89]، وقال سبحانه ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين﴾ [الشورى: 40].

وبينت ان الإسلام دين التسامح والرحمة، وأنه يدعو دائمًا إلى العيش المشترك والحوار مع الآخر باعتبار أن الحوار واجب ديني وضرورة إنسانية، وأن التعدد والتنوع دليل على قدرة الله تعالى وحكمته، مصداقًا لقول المولى عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم وخلفاؤه الراشدين احترموا هذا التعدد والتنوع، ونظروا إليه نظرة تقدير واحترام.

أساس التسامح

وأوضحت أن للتربية الإيجابية دور فعال وحيويٌّ في وضع أساس التسامح من خلال تنمية المفاهيم والأفكار التي تشجع على التسامح والصداقة وتقبُّل الآخر دون قيد أو شرط.

وتابعت: ما أحوجنا في الوقت الراهن إلى نشر قيم التسامح والحوار مع الآخر ومواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة وموجات التكفير مضيفًا أن السيرة النبوية الشريفة تقدم لنا أعظم صور التسامح والعفو، فعندما فتح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة، قال لأهلها: ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا: خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

أهم الحلول لنشر التسامح

وذكرت أن من أهم الحلول لنشر التسامح تشجيع الخطاب الديني المعتدل والموضوعي الذي يصاحبه نوايا صادقة في نشر السلام، بالإضافة إلى الفهم العميق للآخر وأهمية الإيمان بالشراكة الحضارية وأن يكون الحوار ملمًّا بالجوانب السياسية والفكرية والفنون والرياضة، مؤكدًا أن تلك الحلول من الممكن أن تساعد في نشر ثقافة التسامح والسلام والعيش المشترك.

وأشارت إلى أن التسامح والحوار والعيش المشترك ينبغي أن يكون أساسًا في الانسجام واستيعاب الاختلاف وتحييد أسباب الصراع، ليتحوّل الاختلاف إلى ثراء وليس إلى عداء، فالإسلام يؤكد على وحدة البشرية وإن تعددت شرائعهم، وأن الله أمر رسوله بالإيمان بالرسالات السابقة، يقول الحق في كتابه {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } [البقرة: 136].