أشاد النائب محمد مصطفى السلاب رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، بالتحول الجذري الذي شهدته منطقة تلال الفسطاط بعد عقود من الإهمال، مؤكداً أن ما تحقق في هذه المنطقة يمثل واحدًا من أبرز النماذج الملهمة لنجاح الدولة في تحويل بؤر عشوائية كانت تعاني التكدس والمخلفات إلى أيقونات حضارية متكاملة تضيف للقاهرة التاريخية روحًا جديدة وهوية معاصرة.
وأكد السلاب في بيان له أن حجم الإنجاز على الأرض، ومدى التغيير الحقيقي لم يقتصر على تجميل المكان فقط، بل شمل إعادة إحياء منطقة بأكملها، ونقل سكانها من أوضاع صعبة إلى مجتمعات سكنية لائقة توفر لهم حياة أفضل، وهو ما يجسد التزام الدولة بمبدأ التنمية العمرانية المتوازنة والعدالة الاجتماعية معًا.
وأوضح رئيس لجنة الصناعة أن توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبدء الفوري في تطوير المنطقة كانت نقطة التحول الأساسية التي جعلت هذا المشروع حقيقة، بعدما كانت المنطقة لعشرات السنين عبارة عن تلال ضخمة من المخلفات والنفايات والحيوانات النافقة ومناطق عشوائية غير آمنة، فأصبحت اليوم أكبر حديقة مركزية في الشرق الأوسط، بمساحات خضراء مفتوحة وبنية حضارية تتكامل مع متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة.
وأشار السلاب إلى أن مشروع تطوير تلال الفسطاط لم يعُد مجرد مشروع بيئي أو عمراني، بل أصبح قيمة سياحية وثقافية واقتصادية تضيف للقاهرة مكانتها العالمية، وتفتح مجالاً واسعًا للأنشطة الثقافية والفنية والفعاليات المجتمعية، مؤكدًا أن التكامل بين الطبيعة والتراث في قلب العاصمة خطوة تعكس رؤية الدولة في تحويل المواقع التاريخية إلى نقاط جذب حقيقية.
وأضاف أن انطلاق مهرجان الفسطاط الشتوي 2025 على مسرح الأرينا داخل الحديقة يعد تتويجًا لهذا المشروع الوطني، ورسالة بأن الدولة لا تكتفي بإحياء التراث، بل تنقله إلى مساحة تفاعلية نابضة بالحياة، تجمع بين الفن والثقافة والوعي المجتمعي.
واختتم السلاب تصريحاته بالتأكيد على أن ما تحقق في تلال الفسطاط يعبر عن قدرة الدولة على تحويل التحديات إلى مشروعات ناجحة، وعن رؤية تنموية مستدامة تعيد رسم وجه القاهرة التاريخية، مؤكدًا دعم لجنة الصناعة لكل الجهود التي تسهم في الحفاظ على الهوية وتطوير المشروعات ذات البعد الحضاري والاقتصادي.