شهدت مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية حادثًا مروريًا مأساويًا أسفر عن مصرع مهندس مصري وزوجته وطفلهما، أثناء استقلالهم سيارتهم على أحد الطرق بالمدينة.
ووفق المعلومات الأولية الواردة من الجهات المختصة، فقد لقي المهندس أحمد عبد العليم السيد وزوجته وطفلهما مصرعهم في موقع الحادث، نتيجة التصادم العنيف الذي أودى بحياة الأسرة كاملة في لحظات.
وتولت القنصلية المصرية في جدة متابعة الإجراءات الرسمية بالتنسيق مع الجهات الأمنية والإدارية السعودية، لإنهاء المعاملات القانونية اللازمة لدفن الجثامين.
وخيّمت حالة من الحزن على ذوي الضحايا في مصر، وسط صدمة كبيرة من فقدان ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في واقعة مفجعة.
كما أثارت الحادثة تفاعلًا واسعًا بين أبناء الجالية المصرية في السعودية الذين عبروا عن تعازيهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
دفنه وزوجته وابنهما في مكة| صديق مهندس السعودية يكشف لـ “صدى البلد”: الضحية اعتاد عمل عُمرة أسبوعيًا وتوفي أثناء العودة منها
وقال أحمد علي عبد الرحمن صديق المهندس الراحل، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن أحمد كان مسافرًا إلى المملكة منذ شهر يوليو الماضي، موضحًا أن الحادث وقع بعد انفجار إطار سيارة أخرى، لم يتمكن سائقها من السيطرة عليها فاصطدمت بسيارتهم مباشرة.
وأكد أن الأسرة قررت أن تتم الدفنة في مكة المكرمة، مشيرًا إلى أن الجميع يستعد لصلاة الغائب عليهم بعد صلاة العشاء اليوم.
وأضاف عبد الرحمن: “أحمد كان أخويا وصديق عمري، كان ونعم الناس، ومن وقت ما سافر وهو بيعمل عمرة كل أسبوع، وحتى امبارح كان في طريق العودة من العمرة”.
وتابع قائلًا: “أنا ممكن أتكلّم عنه للسنة الجاية.. كان نضيف وبيحب الخير للناس كلها، وبيعمل خير كتير من غير ما يحب حد يعرف”.
وأشار إلى أن أحمد كان ناجحًا جدًا في عمله، حيث أسس شركة مقاولات في مصر قبل أن يسافر إلى السعودية بحثًا عن سوق جديد، واصفًا إياه بأنه رائد أعمال شاطر وطموح.
كما أكد أن زوجة المهندس الراحل كانت مثالًا للأدب والأخلاق، وتنتمي لأسرة كبيرة، ووالدها لواء شرطة، مشددًا على أن الجميع يشهد لها بحسن الخلق والتدين.
وأوضح أن أحمد هو أصغر أشقائه، وله أخ وأختان، وكان بارا بأهله وأخواته وأولادهم، ولم يتأخر يومًا عن مساعدة أحد منهم أو من أصدقائه.
وقالت رنا، زوجة شقيق زوجة المهندس الراحل، إن الأسرة تلقت خبر الحادث في حالة من الصدمة، موضحة: “كل ما وصل إلينا أنهم تعرضوا لحادث على طريق الليث بين جدة وأبها، وتم نقلهم إلى مستشفى الليث العام.”
وأضافت: “كانوا أحبة للجميع، يشهد لهم كل من عرفهم بطيبتهم وأخلاقهم، زوجته وابنه لم يمض على سفرهما سوى شهرين فقط، وهو نفسه لم يكمل عامًا واحدًا منذ انتقاله إلى السعودية.”
وأشارت رنا إلى أن المهندس الراحل كان قد التحق بعمل جديد في المملكة قبل أقل من عام، قائلة: “نعم، حصل على فرصة عمل هناك، ولم يكمل عامًا بعد.”
وأكدت أن الأسرة استقرت على ترتيبات الدفن، موضحة: “سيدفنون في الأراضي السعودية، بإذن الله.”

