قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خطة الـ28 بنداً.. تهديد أمريكي مبطن يضع أوكرانيا على حافة الانهيار | تقرير

ترامب وزيلينسكي
ترامب وزيلينسكي

جاءت الخطة الأمريكية الروسية التي طرحت هذا الأسبوع من 28 بنداً مع مهلة وتهديد ضمني بأن رفضها قد يترك كييف بلا سلاح أو استخبارات أو ضمانات سياسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يخف ضغوطه على زيلينسكي قائلاً إنه سيتعين عليه أن يعجب بالخطة بينما يواجه أوكرانيا واقعاً صعباً يتمثل في أزمة جنود ونقص موارد وعجز عن مواجهة فضائح داخلية تهدد ثقة الشعب في قيادته رفض المبادرة قد يجرّد أوكرانيا من السلاح الأمريكي والاستخبارات والدعم السياسي وهو ما يهدد قدرتها على الصمود في الحرب ويعمّق أزماتها الداخلية.

وفي موجهة ذلك، تبقى أوروبا اليوم الممول العسكري الأكبر لأوكرانيا متجاوزة الولايات المتحدة إذ خصصت منذ بداية الحرب وحتى يونيو 2025 ما لا يقل عن 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية بزيادة خمسة مليارات عن الولايات المتحدة وأخطر ما قد تخسره كييف هو الاستخبارات الأمريكية التي تعتمد عليها دفاعاتها الجوية بالكامل تقريباً من منظومات باتريوت إلى NASAMS وIRIS-T وزيلينسكي ألح مراراً على واشنطن للحصول على المزيد من الصواريخ لكنها شحيحة حتى لو أوقفت الولايات المتحدة توفير الصواريخ وقطع الغيار فقد تسمح لحلفائها الأوروبيين بمواصلة الدعم.

واشنطن تعاقب كييف

الولايات المتحدة أبدت استعداداً أكبر لبيع السلاح لصندوق أوروبي التمويل يعرف بقائمة الأولويات الأوكرانية PURL بقيمة نحو 90 مليار دولار لكنها قد تعاقب كييف بالانسحاب من البرنامج إذا رفضت الخطة.

 وفي المقابل نجحت أوكرانيا في بناء صناعة قوية للمسيّرات والصواريخ ورغم حاجتها للتوسع يؤكد مسؤولون أوكرانيون أن 90% من المسيّرات المستخدمة حالياً مصنوعة محلياً.

وقف التعاون الاستخباراتي

الولايات المتحدة كانت قد أوقفت مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع كييف لفترة وجيزة في مارس بعد اللقاء المثير للجدل بين ترامب وزيلينسكي ورغم عدم الكشف رسمياً عن طبيعة التعاون الاستخباراتي فإنه يشمل على الأرجح الإنذار المبكر من إطلاق الصواريخ الروسية وتحليل تحركات القوات في الوقت الفعلي وهو أمر بالغ الأهمية في وقت تحرز فيه القوات الروسية تقدماً على عدة جبهات

 وفي أكتوبر اعترف زيلينسكي بأن منظومات الدفاع الجوي كافة ستكون محدودة الفاعلية من دون المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إذ لن يتوفر القدر الكافي من البيانات لتأمين الدفاعات وقد استخدمت هذه المعلومات أيضاً في تنفيذ ضربات أوكرانية داخل العمق الروسي ضد مواقع عسكرية وبنى تحتية للطاقة بحسب مصادر أوكرانية

ورغم أن الأوروبيين يعملون على تحسين قدراتهم الاستخباراتية فإن تطوير مثل هذه الشبكات يتطلب سنوات من البناء والتنسيق وبين كل هذه التعقيدات تبقى أكبر مشكلات أوكرانيا ذاتية المنشأ إذ يعاني جيشها من أزمة موارد بشرية شديدة وهرب عشرات الآلاف من الجنود خلال الأشهر السبعة الأولى من العام وحده.

 أخطر من نقص السلاح

وتشير التقديرات العسكرية في كييف إلى أن أزمة القوى البشرية باتت أخطر من نقص السلاح نفسه فمع استمرار الحرب للعام الرابع تآكلت القدرة على تعويض الخسائر في الخطوط الأمامية بينما ازدادت حالات الهروب من الخدمة إلى مستويات غير مسبوقة وترافق ذلك مع إرهاق عام في المجتمع الأوكراني وتراجع الثقة الداخلية في قدرة الدولة على إدارة الحرب وسط فضائح سياسية متلاحقة.

وفي ظل هذا المشهد المضطرب تبدو الخطة الأمريكية الروسية اختباراً حقيقياً لمستقبل أوكرانيا إذ يتجاوز تأثيرها حدود الجبهة الميدانية ليطال جوهر التحالفات الدولية التي بنت عليها كييف صمودها فقبول الخطة يعني الرضوخ جزئياً لشروط فرضتها موسكو أما رفضها فيفتح الباب أمام احتمال خسارة الحليف الأهم في معادلة الحرب وبين هذا وذاك تقف أوكرانيا أمام مفترق طرق تاريخي حيث قد يحدد القرار القادم شكل الصراع ومسار الأمن الأوروبي لعقود مقبلة.