يشهد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) حالة من التوتر بعد تقديم عدد من القنوات التلفزيونية الوطنية من دول أفريقية، خاصة الناطقة بالعربية والفرنسية، شكوى رسمية ضد شروط حقوق البث لمباريات كأس الأمم الإفريقية المقبلة في المغرب.
جدير بالذكر أن النسخة المقبلة من بطولة أمم أفريقيا ستقام في المغرب، حيث من المقرر أن تمتد فعالياتها من 21 ديسمبر وحتى 18 يناير.
أزمة بث مباريات أمم إفريقيا
وفقًا لمصادر من داخل كاف نقلها موقع WinWin، أعربت هذه القنوات عن استيائها من أنشطتها التفاوضية المحدودة، إذ سُمح لها فقط ببث 33 مباراة من أصل 52 خلال البطولة، بينما تُمنع من اقتناء حقوق البث لكامل المباريات.
في المقابل، منح كاف حقوق البث كاملة إلى هيئات إذاعية من بلدان ناطقة بالإنجليزية والبرتغالية، فضلاً عن شركة بث دولية غير إفريقية.
هذا التفاوت أثار اتهامات تجاه كاف بفرض سياسة تمييزية، خاصة أن القنوات العمومية المعترضة تعتبر أن حرمانها من البث الكامل يعني حرمان ملايين المشاهدين من متابعة البطولة على القنوات المجانية.
ردًا على هذه الانتقادات، تؤكد بعض التقارير أن المسؤولين في كاف يتلقون ضغوطًا متصاعدة من هذه المؤسسات الإعلامية لفتح المجال أمام تفاوض أوسع ومنح حقوق أكثر عدالة.
تحرك عاجل من الكاف
من جهة أخرى، عقد الكاف مؤخرًا شراكة مع شبكة SuperSport لبث جميع مباريات كأس أمم إفريقيا 2025 في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية. هذه الخطوة تأتي في وقت حرج، وقد تُفسَّر من قبل القنوات المحتجة كتعزيز لموقع اللاعبين البثّيين الكبار على حساب القنوات العمومية.
في ظل هذه الأزمة، هناك من يرى أن كاف يُخاطر بمصداقيته الاحترافية، خاصة أن حقوق البث هي أحد أهم أصوله المالية والإعلامية.
القنوات التي تقدمت بالشكوى تصر على أن البطولة ليست مجرد سلعة تجارية، بل احتفال رياضي يهم الجماهير الإفريقية بأكملها، خصوصًا في دول تعتمد بث القنوات الأرضية الحرة للوصول إلى الملايين.
من جهة ثانية، أطلقت كاف بالفعل مناقصة جديدة للحصول على حقوق البث الإعلامي لمباريات الأندية (دوري الأبطال، الكونفيدرالية، السوبر)، ما قد يكون محاولة للرد على الانتقادات وإعادة توزيع الحقوق بطريقة أكثر شفافية.





