قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

العسكريون يحكمون قبضتهم على غينيا بيساو بعد اعتقال الرئيس وسط فوضى انتخابية متصاعدة

محاولة انقلاب في غينيا بيساو
محاولة انقلاب في غينيا بيساو

في مشهد آخر من العواصف السياسية التي اعتادت عليها غينيا بيساو، خرجت مجموعة من العسكريين لتعلن عبر بيان حاد الملامح عن توليها السيطرة الكاملة على البلاد إلى أجل غير مسمّى، بعد أن تم احتجاز الرئيس المنتهية ولايته عمر سيسوكو إمبالو داخل القصر الرئاسي في بيساو. 

البلد الصغير الذي وقف طويلاً على حدود الاضطراب يبدو اليوم وكأنه يفتح صفحة جديدة من عدم اليقين.

العسكريون أصدروا بيانهم من مقر قيادة الجيش، مؤكدين تعليق العملية الانتخابية، وإغلاق الحدود، وفرض حالة من الجمود السياسي ريثما تتضح الصورة بشأن الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت الأحد الماضي.

 لحظات البيان سبقتها أصوات إطلاق نار هزّت محيط القصر الرئاسي، أعقبها انتشار مكثف لعناصر بملابس عسكرية على الطرق المؤدية إلى مقر الحكم، وكأن المدينة تستيقظ على تغييرٍ مفاجئ في موازين القوة.

روى الرئيس إمبالو، الذي تحدث لمجلة "جون أفريك"، أن عملية اعتقاله جرت “منتصف النهار تقريباً” داخل مكتبه، مؤكداً عدم تعرضه لأي سوء معاملة. إلى جانبه، اُعتقل أيضاً رئيس أركان الجيش الجنرال بياجي نا نتان، ونائب رئيس الأركان الجنرال مامادو توريه، ووزير الداخلية بوتشي كاندي، في خطوة تكشف حجم الانقسام داخل المؤسسة العسكرية نفسها.

لم يتردد إمبالو في اتهام رئيس الأركان بتدبير التحرك، بينما تشير عدة مصادر إلى أن دوي الرصاص لم يكن بعيداً عن القصر ومكاتب اللجنة الانتخابية، ما يعكس توتراً يتجاوز حدود الخلاف السياسي إلى الأروقة الحساسة للسلطة.

وتأتي هذه التطورات قبل ساعات من إعلان النتائج الأولية الرسمية، في بلد عاش أربعة انقلابات كاملة وعدداً كبيراً من المحاولات الفاشلة منذ الاستقلال.

 المفارقة أن إمبالو أعلن فوزه في الانتخابات، بينما أعلن منافسه المعارض فرناندو دياس فوزه أيضاً، لتتحول غينيا بيساو إلى قوس مشدود بين شرعيتين متصارعتين. 

التداخل وتضارب الادعاءات يفتح الباب أمام صدام سياسي أعمق، ويجعل مسار الانتقال الديمقراطي مهدداً بالتوقف عند محطة غير محسومة.

ويبدو أن التحرك العسكري الأخير أكثر من مجرد خطوة تكتيكية؛ هو رسالة صريحة بأن المؤسسة العسكرية ما زالت لاعباً مركزياً في تشكيل المشهد السياسي، قادراً على إعادة رسم قواعد اللعبة خلال ساعات.

 وفي المقابل، تبدو الطبقة السياسية غارقة في تنازع شرعيات انتخابية لم تتبلور بعد، ما يجعل البلاد في قبضة معادلة معقدة: جيش يتحرك.. ورئيس معتقل.. وانتخابات معلّقة.. وشعب يترقب بنَفَس محمّل بالريبة.

ومع غياب خريطة طريق واضحة، تتجه الأنظار إلى الساعات المقبلة، حيث يمكن لقرار واحد أو مواجهة واحدة أن يغيّر المسار بالكامل، في دولة اعتادت أن تُكتب فصول تاريخها على إيقاع التحولات المفاجئة.