اوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الحِكْمَةُ أن نتدبَّر كلامَ ربِّنا سبحانه وتعالى، ونجعله منهاجَ حياةٍ كي نسير بخطوات ثابتة في الطريق إلى الله، فإن الله هو المقصودُ من الجميع. وكلما كان ذكرُ الله حاضرًا في قلوبنا وألسنتنا، ازددنا قربًا منه، وقلَّتْ عثراتُنا في السير إليه.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ولهذا، كان أهلُ الله يعلِّمون أتباعَهم أن يردِّدوا هذه العبارة سبع مرات قبل النوم: «اللهُ مقصودي، ورضاه مطلوبي».
لماذا التكرار سبع مرات؟
إن للعقل البشري قوانينَ تؤثِّر في كيفية استيعابه للأفكار وترسيخها، ومن أهمها:
١-قانون التكرار: كلما كرَّرتَ شيئًا، انتقل في دماغك من مستوى الفكرة إلى مستوى المفهوم، وإذا زدت في التكرار ترسَّخ في أعماق الشعور. فمثلًا، نكرِّر سورةَ الفاتحة على الأقل سبعَ عشرةَ مرَّةً يوميًّا، مما يجعلنا نقرؤها صحيحةً حتى لو كنَّا غافلين؛ لأن التكرار رسَّخها في أعماق الشعور، فأصبحت جزءًا من وعينا التلقائي.
٢-قانون الأوَّلية: وهو أن أوَّل ما تقوله أو تفكِّر فيه يؤثِّر في وعيك وسلوكك على مدار اليوم؛ ولذلك نجد أن الشريعة الإسلامية اهتمَّت بـ "أذكار الصباح" لتكون أوَّل ما ينطق به اللسان بعد الاستيقاظ.
٣-قانون الآخِرِيَّة: وهو أن آخر ما تقوله قبل النوم يترسَّخ في شعورك العميق، فيؤثِّر في عقلك الباطن أثناء النوم. ولهذا، فإن ترديدَ عبارة «اللهُ مقصودي، ورضاه مطلوبي» قبل النوم يجعلها محفورةً في القلب، بحيث تصبح دافعًا داخليًّا يمنعك من الوقوع في المعصية استحياءً من الله تعالى.
جرِّب أن تردِّد هذه العبارة لسبعةِ أيَّامٍ متتالية قبل النوم، وتأمَّلْ كيف سيؤثِّر ذلك في وعيك وسلوكك؛ ستجد نفسك أكثر يقظةً في مواجهة الذنوب، وأكثر طمأنينةً في السير إلى الله، لأنك غرستَ في قلبك وعيًا صافيًا بمقصدك الحقيقي في الحياة.
حين يصبح ذِكْرُ الله آخرَ ما يتردَّد في ذهنك قبل أن تنام، وأوَّلَ ما يطرق قلبك عند الاستيقاظ، ستجد نفسك تسير في الحياة بنورٍ وطمأنينةٍ لا مثيل لهما. فاجعل قلبك عامرًا بذكر الله، واجعل خطواتك ثابتةً في الطريق إليه؛ فهو وحده المقصود، ورضاه هو أعظمُ مطلوب.

