قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أكبر مأساة منذ 30 عامًا.. ارتفاع ضحايا أعنف حريق في هونغ كونغ إلى 65 شخصا | صور

أعنف حرائق هونج كونج
أعنف حرائق هونج كونج

يواصل رجال الإطفاء في هونغ كونغ، لليوم الثاني على التوالي الخميس، مكافحة حريق ضخم اندلع في مجمع سكني شاهق، في حادث يُعد من أكثر الحرائق دموية في تاريخ المدينة الحديث، بعدما ارتفع عدد الضحايا إلى 65 قتيلاً.

وكان رجال الإنقاذ يحملون المصابيح اليدوية أثناء تنقّلهم من شقة إلى أخرى داخل الأبراج المتفحّمة، بينما استمر الدخان الكثيف يتصاعد من بعض النوافذ في مجمع «وانغ فوك كورت»، وهو مجموعة مكتظّة من المباني التي تضم آلاف السكان في منطقة تاي بو، شمالي هونغ كونغ، قرب الحدود مع البرّ الرئيسي للصين.

ولم يكن واضحًا عدد الأشخاص المفقودين أو المحاصرين داخل الأبنية. وقال رئيس هونغ كونغ جون لي إن الاتصال فُقِد مع 279 شخصًا صباح الخميس، فيما لم تصدر السلطات خلال مؤتمرها الصحفي أي تحديث بخصوص عدد المفقودين أو من لا يزالون داخل المباني المدمّرة.

وأظهرت أحدث المقاطع المصوّرة رجال الإنقاذ يبحثون داخل شقق مظلمة، بينما كانت ألسنة اللهب البرتقالية لا تزال مرئية من داخل بعض النوافذ، رغم أن المجمع برمّته أصبح شبه ركام متفحّم.

ويحاول رجال الإطفاء احتواء الحريق منذ بعد ظهر الأربعاء، حين يُعتقد أنه اندلع في السقالات المصنوعة من الخيزران وشبكات البناء، قبل أن يمتد إلى سبعة من مباني المجمع الثمانية. وأكدت السلطات عصر الخميس أن الحرائق في أربعة مبانٍ أُخمدت فعليًا، بينما لا تزال ثلاثة أبراج تحت السيطرة.

وقال وونغ كا-وينغ، نائب مدير خدمات الإطفاء، إن رجال الإنقاذ «يواجهون درجات حرارة عالية، ويصعدون الطوابق بعناية، باحثين ومكثّفين الجهود لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأشخاص»، مؤكدًا أنه «لا يمكن استبعاد العثور على مزيد من المصابين».

وأعلنت السلطات أن أحد رجال الإطفاء كان بين القتلى، إضافة إلى إصابة 70 شخصًا، فيما جرى إجلاء نحو 900 شخص إلى ملاجئ مؤقتة خلال الليل.

وكان أحد السكان، لورانس لي، ينتظر أخبارًا عن زوجته التي يعتقد أنها ما زالت عالقة في شقتهما. وقال إنه طلب منها عبر الهاتف الهروب عند اندلاع الحريق، لكنها عادت إلى الشقة لأن الممر والسلالم كانت ممتلئة بالدخان والظلام الدامس.

وفي شهادات أخرى، قال الزوجان وينتر وسندي تشونغ، اللذان كانا يعيشان في أحد الأبراج، إنهما شاهدا شرارات تتطاير أثناء إخلاء المبنى الأربعاء. ورغم نجاتهما، عبّرا عن قلقهما بشأن منزلهما.

أعلنت الشرطة توقيف ثلاثة رجال — وهم مديرون ومستشار هندسي في شركة بناء — للاشتباه في القتل غير العمد. وقالت إيلين تشونغ، كبيرة المشرفين في الشرطة، إن هناك «أسبابًا للاعتقاد بأن القائمين على الشركة تصرّفوا بإهمال جسيم».

كما داهمت الشرطة مكتب شركة «بريستيج كونستركشن آند إنجنيرينغ»، التي تأكد أنها كانت مسؤولة عن أعمال التجديد في المجمع، وصادرت صناديق من الوثائق، بينما لم تُجِب الشركة على الاتصالات الهاتفية.

وتشتبه السلطات في أن بعض مواد الجدران الخارجية لم تستوفِ معايير مقاومة الحريق، ما سمح بانتشار النيران بسرعة غير معتادة.

وأفادت الشرطة بأنها عثرت على ألواح من الستايروفوم — وهي مادة شديدة الاشتعال — مثبتة على نوافذ كل طابق بالقرب من بهو المصعد في أحد الأبراج غير المتضررة، ويُعتقد أن الشركة ركّبتها لسبب غير معروف. وقال وزير الأمن كريس تانغ إن السلطات ستحقق في هذه المواد.

يضم المجمع السكني ثمانية مبانٍ تحتوي على نحو 2000 شقة، يسكنها نحو 4800 شخص، بينهم كثير من كبار السن.

 وقد أنشئ في ثمانينيات القرن الماضي وكان يخضع لعملية تجديد واسعة. 

وأعلنت هيئة مكافحة الفساد في هونغ كونغ أنها فتحت تحقيقًا في احتمال وجود مخالفات مرتبطة بمشروع التجديد.

ووفق المسؤولين، بدأ الحريق في سقالات خارجية لبرج مكوّن من 32 طابقًا، ثم انتشر عبر السقالات المصنوعة من الخيزران وشبكات البناء إلى داخل المبنى، ومنها إلى الأبنية الأخرى، وساعدت الرياح القوية في انتشاره.

وتشتهر هونغ كونغ باستخدام سقالات الخيزران في البناء، لكن السلطات تبحث الآن التحول إلى السقالات المعدنية. 

وقال إريك تشان، وزير شؤون الإدارة، إن «قابلية الخيزران للاشتعال أقل بكثير من المعادن، ولهذا يجب استبداله في البيئات المناسبة».

وأكدت السلطات أنها ستبدأ فورًا عمليات تفتيش في كل المجمعات السكنية التي تخضع لأعمال تجديد، لضمان مطابقة السقالات ومواد البناء لمعايير السلامة.

ويُعد هذا الحريق الأكثر دموية في هونغ كونغ منذ عقود. ففي نوفمبر 1996، لقي 41 شخصًا مصرعهم في حريق دام نحو 20 ساعة داخل مبنى تجاري