كشفت بيانات منظمة الصحة العالمية عن حقيقة قد تبدو صادمة للكثيرين، وهي أن أكثر من 3.5 مليار شخص حول العالم يعانون من مشكلات مرتبطة بصحة الفم والأسنان، ما يجعلها واحدة من أكثر القضايا الصحية انتشارًا عالميًا. وعلى المستوى المحلي، تشير الدراسات إلى أن معدل تنظيف الأسنان في مصر لا يتجاوز 1.6 مرة أسبوعيًا فقط، وهو رقم يوضح الفجوة الكبيرة في تبني العادات الوقائية البسيطة.
ورغم أن العناية بالفم قد تبدو مسألة بسيطة، يؤكد الأطباء أنها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالصحة العامة. فالتهابات اللثة وتسوس الأسنان يمكن أن ترفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي وتؤثر على المناعة، بينما يعاني الأطفال من تبعات إضافية تتمثل في زيادة غيابهم عن المدرسة بسبب آلام الأسنان، ما يؤثر بدوره على تحصيلهم الدراسي وثقتهم بأنفسهم.
وخلال مؤتمر صحفى بالقاهرة أكد المتخصصون أن ضعف الوعي الصحي، وغياب الزيارات الدورية لطبيب الأسنان، وارتفاع تكلفة العلاج أحيانًا، تعد من أبرز أسباب المشكلة. ومع ذلك، تبقى الحلول بسيطة ومتاحة للجميع، وعلى رأسها تنظيف الأسنان مرتين يوميًا، والاهتمام بالتوعية داخل الأسرة والمدرسة، وتعزيز ثقافة الوقاية قبل العلاج.
ويؤكد خبراء الصحة العامة أن تحسين صحة الفم خطوة صغيرة لكنها ضرورية، تسهم في حياة صحية أفضل وجودة يومية أعلى للمواطن.