تشهد سماء مصر اليوم أحد أبرز المشاهد الفلكية خلال شهر ديسمبر، حيث يظهر القمر في اقتران واضح ودقيق مع الحشد النجمي الشهير "بلايدس" (الثريا)، في ظاهرة يمكن رصدها بسهولة بالعين المجردة عقب غروب الشمس وحتى ساعات الفجر الأولى.
وقال الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أننا نشهد اقتران القمر في اقتران واضح مع الحشد النجمي الشهير "بلايدس" (الثريا)، ويبدأ المشهد مباشرة بعد غروب الشمس ودخول الليل، إذ يقترب القمر من حشد الثريا ليظهرا متجاورين بشكل ملفت في كوكبة الثور، قبل أن يواصلا رحلتهما الظاهرية عبر السماء حتى يغربا معاً عند نحو الساعة 5:45 صباحاً.
حشد نجمي لامع على بعد 440 سنة ضوئية
يقع حشد الثريا في برج الثور على مسافة تقدر بحوالي 440 سنة ضوئية من الأرض، ويعد من أشهر الحشود النجمية المفتوحة في سماء نصف الكرة الشمالي.
ورغم احتوائه على عدة مئات من النجوم، إلا أن أكثر ما يميزه هو وجود سبعة نجوم لامعة يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولهذا يُطلق عليه منذ القدم اسم "الأخوات السبع".
ويعرف هذا الحشد منذ آلاف السنين في ثقافات عديدة، حيث استخدم كعلامة موسمية لدى القدماء، بينما يراه الفلكيون اليوم مثالاً واضحاً للحشود النجمية الشابة التي تشكلت قبل نحو 100 مليون سنة فقط.
فرصة مثالية لهواة التصوير الفلكي
واشار الدكتور أشرف تادرس، إلى أن اقتران القمر مع الثريا يعد من أكثر الظواهر جاذبية لعشاق متابعة السماء، نظراً لسهولة رصدها دون الحاجة إلى تلسكوبات، رغم أن استخدام المناظير أو كاميرات الزووم المتوسط قد يكشف المزيد من التفاصيل المتناثرة في هذا التجمع النجمي الساحر.
وينصح بالابتعاد عن الإضاءة القوية ومراقبة السماء من أماكن مفتوحة لضمان رؤية أوضح، خاصة في الليالي التي يكون فيها القمر في طور يسمح بظهور النجوم المحيطة به.
مشهد سماوي يتكرر… لكنه لا يفقد جماله
ورغم أن اقترانات القمر مع الثريا تتكرر عدة مرات سنوياً بسبب الحركة المدارية للقمر، فإن هذا الحدث يظل محط اهتمام المتابعين، خصوصاً عندما يكون القمر بالقرب من المرحلة المناسبة لزيادة وضوح المشهد دون طغيان إضاءته على لمعان نجوم الحشد.
ومن المتوقع أن يستمتع المشاهدون هذين اليومين بمنظر بديع يزين السماء، ويضيف لمسة من الجمال الطبيعي الذي يذكرنا بروعة الكون واتساعه.