أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنما تنصرون بضعفائكم» يضع ذوي الهمم في قلب الاهتمام المجتمعي، ويشير إلى أنهم ليسوا مجرد محتاجين لعطف، بل هم باب من أبواب النصر ورمز للرحمة والوسع الإلهي في المجتمع.
إدراك القيادة والشعب
وأشار الورداني، في تصريح له، إلى أن اهتمام الدولة المصرية بأصحاب الهمم، من خلال مبادرات رئاسية ومبادرات وزارتي التضامن والشؤون الاجتماعية، يعكس إدراك القيادة والشعب أن رعاية أصحاب الهمم ليست فضلاً، بل حق أصيل لهم، وأن دمجهم وتمكينهم واجب مؤسسي يعزز العدالة والكرامة ويحقق الأمن المجتمعي.
وأضاف أن هذا التوجه يجعلنا ننتقل من منطق الإحسان الفردي إلى منطق الحق المؤسسي، موضحًا أن المؤسسات والمجتمع المدني مطالبون بالمشاركة في هذا النهج الحضاري لضمان أن يحصل أصحاب الهمم على كامل حقوقهم في الدمج والتمكين، كما علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال سيرته مع سيدنا عبد الله بن أم مكتوم، الذي كان له دور قيادي في المجتمع رغم إعاقته.
الرؤية الإسلامية
وأكد الورداني أن الرؤية الإسلامية لأصحاب الهمم تقوم على الاعتراف بقيمتهم وقدرتهم على القيادة والمشاركة، وأن فقدان بصيرة المجتمع تجاه حقوقهم يضر بالكرامة المجتمعية ويشوّه صورتها، بينما الالتزام بحقوقهم يحقق نور الحضارة الإنسانية ويعكس العدالة الربانية.
رعاية أصحاب الهمم
وأوضح أن التشريع الإسلامي يقدم منظومة متكاملة لرعاية أصحاب الهمم، تعتمد على المقاصد الشرعية التي تهدف إلى تحقيق كرامة الإنسان، وتجاوز مجرد القوانين أو الأحكام، لتصبح دليلاً عملياً لكل من يريد خدمة الآخرين وفتح أبواب الكرامة والتمكين لهم في كل مجالات الحياة.
وأكد أن حماية وتمكين أصحاب الهمم واجب مستمر ومؤسسي، وأن المجتمع الذي يعي هذا الحق ويعمل على تحقيقه يعيش حالة من الأمن والرحمة والعدالة، وفقاً للرؤية الإسلامية الأصيلة التي تبنت احترام الاختلاف وتقدير قدرات الجميع.

